الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

غاضبون من مقترح غزة.. الأمريكيون العرب يعيدون النظر في دعم ترامب

  • مشاركة :
post-title
دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو خلال لقائهما الأخير في البيت الأبيض

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

يعيد الناخبون العرب في ولاية ميتشيجان الأمريكية، الذين صوتوا للرئيس دونالد ترامب، النظر في قرارهم الآن، بعد اقتراحه بأن تسيطر الولايات المتحدة على قطاع غزة، وتعيد بنائه، وتعيد توطين الفلسطينيين في أماكن أخرى، وفق ما ذكرت شبكة "سي. بي. إس. نيوز" الإخبارية الأمريكية.

وقالت الشبكة إنه في مدينة ديربورن بولاية ميتشيجان، التي تضم أكبر عدد من المسلمين في الولايات المتحدة، صوت 43% لصالح الرئيس ترامب في انتخابات 2024.

ونقلت الشبكة عن سارة شعبان، وهي طالبة جامعية في ديربورن صوتت لصالح ترامب، إنها شعرت "بخيبة أمل" إزاء اقتراحه لكنها لا تزال متشككة في "أنه سينفذ بالفعل ما يقوله".

وبسؤالها عما إذا كانت تشعر بالندم على تصويتها، قالت شعبان "قليلًا" لكنها أشارت إلى تدخل ترامب في اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس. وقالت شعبان "لو كنت صوتت لكامالا، فربما كانت الحرب ستستمر. هذا هو الوضع المؤسف".

وقال عامر زهر، إن كثيرين في ديربورن لا يعتقدون أن اقتراح ترامب سوف يحدث بالفعل، وقال إنها "فكرة شنيعة طرحها شخص لا يعرف ما يتحدث عنه". ولكنه ألقى باللوم على الحزب الديمقراطي وحملة نائبة الرئيس كامالا هاريس لعدم بذل المزيد من الجهود لكسب أصوات الناخبين العرب الأمريكيين والمسلمين الساخطين.

وقال أسامة سيبلاني، ناشر صحيفة "عرب أمريكان نيوز"، الذي لم يصوت لأي مرشح رئاسي، "إن التصويت لترامب لم يكن في الحقيقة تصويتا لترامب. لقد كان تصويتا ضد إدارة بايدن-هاريس، لأنهم لم يتمكنوا من منع حدوث المذبحة في غزة".

وندد سيبلاني باقتراح ترامب بامتلاك قطاع غزة ووصفه بالجنون، وقال: "الأشخاص الذين احترقت منازلهم في لوس أنجلوس بسبب الحريق، هل سيتركونها؟ أم سيعيدون بناءها والعيش فيها؟ الناس لا يتركون أراضيهم".

قالت زينة جاد الله، وهي فلسطينية أمريكية ومديرة فرع مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) في ميتشيجان، إنه "من المهين للغاية" بالنسبة للفلسطينيين أن يسمعوا أن غزة هي "قطعة أرض، أو الحديث عنها مثل فرصة عقارية أو استثمار بينما هي أرضهم".

كما أدان زعماء آخرون من العرب الأمريكيين والفلسطينيين في ميتشيجان اقتراح ترامب. وكتب عبد الله حمود، عمدة ديربورن، أن "اقتراح ترامب يشكل فصلا آخر من فصول الإبادة الجماعية المستمرة".

وقال داود وليد، المدير التنفيذي لفرع "كير" في ميتشيجان: "إن أي تهجير قسري للفلسطينيين في أرضهم سيكون بمثابة تطهير عرقي". وأضاف: "ربما يشكك بعض الناس الآن في مجتمعنا في تصويتهم لترامب".

وقد غيرت إحدى المجموعات التي ساعدت ترامب في التواصل مع الناخبين في المجتمع العربي الأمريكي، "عرب أمريكيون من أجل ترامب"، اسمها إلى "عرب أمريكيون من أجل السلام" نتيجة لمقترح ترامب، وفقًا لوكالة أسوشيتد برس.

وقال بشارة بحبح، رئيس الجماعة التي عرفت رسميًا باسم "عرب أمريكيون من أجل ترامب" إن اسمها الجديد سيكون "عرب أمريكيون من أجل السلام".

وجاء هذا في أعقاب المؤتمر الصحفي المشترك لترامب مع بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، يوم الثلاثاء الماضي، والذي أعلن فيه أن الولايات المتحدة ستتولى ملكية القطاع لتعيد تطويره كي يصبح "ريفييرا الشرق الأوسط".

وقال بحبح لأسوشيتدبرس: إن الحديث عما يريد أن يفعله الرئيس في غزة، فإننا نعارض بشكل واضح فكرة نقل الفلسطينيين من أي مكان من فلسطين التاريخية. لذا، لم نرغب أن نتخلف عن الركب فيما يتعلق بالدفع نحو السلام لأن هذا كان هدفنا منذ البداية.

وكانت جماعة "عرب أمريكيين من أجل ترامب" قد ساعدت في قيادة جهود التواصل من الناخبين لصالح المرشح الجمهوري قبل انتخابات نوفمبر الماضي في ولايات متأرجحة مثل ميتشيجان وأريزونا.

وقامت المنظمة، وهي مستقلة عن حملة ترامب، بتسهيل اجتماعات لقادة المجتمع الأمريكي العربي اجتماعات مع حلفاء المرشح الجمهوري في هذا الوقت، ومنهم ريتشارد جرينل الذي أصبح مبعوثا لترامب للمهام الخاصة، ومسعد بولس والد صهر ترامب والذي يعمل الآن مستشار رفيع المستوى في الشأن العربي والشرق أوسطي.

وذكرت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، إن تعليقات ترامب، التي صدمت العالم وأعاد مسؤولوه صياغتها بسرعة، تسببت في إحداث صدمة في ديربورن.

وقالت المجلة إنه قبل فترة ليست طويلة، كان العرب الأمريكيون يحتفلون باتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والذي أشاد البعض بترامب لمساعدته في التوصل إليه قبل أيام من تنصيبه. ثم جاءت تصريحاته قبل أيام، والانزعاج إزاء رغبته في إعادة تطوير غزة وتحويلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".

ونقلت المجلة عن سام بيضون، مفوض مقاطعة وين الديمقراطي في ديربورن: "ستظل غزة دائما جزءا من الدولة الفلسطينية المستقبلية، وليس منتجعا كازينو".

كما نقلت المجلة أيضا، عن بعض الأمريكيين العرب، الذين ينظرون إلى رغبة ترامب في إبعاد سكان غزة باعتبارها تأييدًا للتطهير العرقي، أنهم يرون الفكرة غريبة إلى الحد الذي لن تتحقق معه أبدًا.