الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

صراع ولاءات وادي السيليكون.. مسعى ديمقراطي لاستقطاب عمالقة التكنولوجيا

  • مشاركة :
post-title
زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب حكيم جيفريز

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

كشفت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية عن محاولة جادة من قيادات الحزب الديمقراطي؛ لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من علاقاتهم التاريخية مع قطاع التكنولوجيا، وذلك من خلال لقاء سري نظمه زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب، حكيم جيفريز، مع أكثر من 150 من كبار المتبرعين في وادي السيليكون، في مسعى لوقف نزيف الدعم المالي والسياسي الذي يشهده الحزب في معقله التقليدي.

تحول تاريخي يقلق الديمقراطيين

يشهد وادي السيليكون، المعقل التقليدي للحزب الديمقراطي، تحولًا غير مسبوق في ولاءاته السياسية منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وفي هذا الصدد تكشف الصحيفة تفاصيل اللقاء الذي انعقد في منطقة لوس ألتوس هيلز الراقية عن حجم القلق الذي يساور قيادات الحزب الديمقراطي من هذا التحول، والذي شمل شخصيات محورية في عالم التكنولوجيا، على رأسهم إيلون ماسك، الذي تحول إلى داعم رئيسي لترامب، ومارك زوكربيرج مؤسس "ميتا"، الذي قام مؤخرًا بزيارة البيت الأبيض للقاء الرئيس ترامب، إضافة إلى رجل الأعمال المؤثر مارك أندريسن.

وفي تفاصيل مثيرة كشفتها الصحيفة، حضر اللقاء عدد من النواب الديمقراطيين البارزين، منهم النائب سام ليكاردو، الذي يمثل جزءًا من وادي السيليكون، والنواب جيمي بانيتا ومايك ليفين وجورج وايتسايدز.

وخلال اللقاء، ركز جيفريز على شرح جهود الحزب في التصدي لترامب وخطتهم لاستعادة الأغلبية في مجلس النواب في انتخابات 2026، في محاولة واضحة لطمأنة المانحين وإعادة بناء الجسور مع قطاع التكنولوجيا.

معركة التمويل السياسي

تكشف أرقام لجنة الانتخابات الفيدرالية عن حجم التحول المالي الكبير في ولاءات قطاع التكنولوجيا، إذ أنفق إيلون ماسك وحده مبلغًا ضخمًا يصل إلى 290 مليون دولار لدعم حملة ترامب الانتخابية، في حين ساهم مارك أندريسن بأكثر من 5 ملايين دولار.

وفي المقابل، حافظ الديمقراطيون على دعم بعض الشخصيات المؤثرة في القطاع، مثل داستن موسكوفيتز، أحد مؤسسي فيسبوك، الذي قدم أكثر من 50 مليون دولار، وريد هوفمان الذي ساهم بأكثر من 20 مليون دولار.

ويعكس هذا التحول في خريطة التمويل السياسي تغيرًا عميقًا في توجهات النخبة التكنولوجية في الولايات المتحدة.

وينقل أليكس هوفمان، مستشار المتبرعين الديمقراطيين، عن حالة القلق السائدة قائلًا: "هناك خوف كبير من أن يقرر هؤلاء التقنيون، الذين كانوا معنا لفترة طويلة، الذهاب إلى الجانب الآخر".

ويضيف أن "هؤلاء المتبرعين غاضبون أيضًا وهم يشاهدون زملاءهم السابقين والحاليين، يتمتعون بسلطة غير محدودة ويزدادون ثراءً من هذا الوضع".

تحديات وانتقادات

وشهد اللقاء انتقادات حادة من بعض الحاضرين لأداء الحزب الديمقراطي، إذ عبر العديد من المشاركين عن إحباطهم من تركيز جيفريز على انتقاد ترامب دون تقديم رؤية إيجابية للمستقبل.

ونقلت "بوليتيكو" عن أحد الحاضرين قوله: "هناك عمل يجب القيام به، ويبدأ ذلك بالاعتراف بأن الحملة الأخيرة لم تكن أفضل ما يمكن تقديمه".

وحضر اللقاء عدد من كبار التنفيذيين في شركات التكنولوجيا، منهم الرئيس التنفيذي لشركة DocuSign آلان ثايجيسن، والرئيس التنفيذي لشركة Box آرون ليفي، والرئيس التنفيذي لشركة Bloom Energy كي.آر. سريدهار، إضافة إلى كوبر تيبو، المستشار البارز للمتبرعين الديمقراطيين في وادي السيليكون.

واستضاف اللقاء روبرت كلاين ودانييل جوتمان كلاين، من كبار المتبرعين الديمقراطيين، في منزلهما.

وخلال اللقاء، قدم جيفريز رؤية الحزب للمرحلة المقبلة، مؤكدًا أن الديمقراطيين يتحركون نحو الوسط السياسي، في حين يتوقع أن يتجه ترامب نحو اليمين المتشدد.

وشدد على أهمية انتقاء المعارك بعناية، مستخدمًا تشبيهًا رياضيًا بلاعب البيسبول آرون جادج، الذي "لا يضرب كل كرة تأتي إليه".

وبحسب الصحيفة الأمريكية، يواجه الديمقراطيون تحديًا غير مسبوق في الحفاظ على علاقاتهم التاريخية مع قطاع التكنولوجيا، فالتحول الذي يشهده وادي السيليكون نحو معسكر ترامب، يُمثل تهديدًا جدّيًا لقدرة الحزب على حشد الموارد المالية اللازمة للمنافسة في الانتخابات المقبلة، مما يجعل مهمة ترميم هذه العلاقات أولوية قصوى للحزب في المرحلة المقبلة.