الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

على خطى روزفلت.. هل يريد ترامب إحياء العصر الإمبراطوري الأمريكي؟

  • مشاركة :
post-title
روزفلت وترامب

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

اعتبرت الجارديان البريطانية، أن اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حول ملكية الولايات المتحدة لقطاع غزة، إشارة إلى أن التوسع الأمريكي التقليدي القائم على القوة الغاشمة عاد إلى الواجهة مرة أخرى، مصطحبًا معه فكرة "العصر الإمبراطوري الأمريكي".

وتعرض المجتمع الدولي لصدمة وغضب، بسبب اقتراح دونالد ترامب بأن تتولى الولايات المتحدة السيطرة على قطاع غزة، وطرد سكانه وإعادة توطينهم في أماكن أخرى، زاعمًا تحويل المنطقة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".

ويأتي اقتراح ترامب في أعقاب أسبوعين مضطربين، طالب خلالهما أيضًا الدنمارك ببيع جرينلاند للولايات المتحدة، وهدد باستعادة قناة بنما، وبدأ حروب تعريفة جمركية فاشلة مع المكسيك وكندا، واقترح أن تصبح كندا "ولاية أمريكا رقم 51".

وفي الوقت الذي كان ينأى فيه ترامب بنفسه عن السياسات، التي ورطت الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب على العراق وأفغانستان، إلا أنه بحسب تحليل الصحيفة، أبدى استعداده لمواصلة الإمبريالية الأمريكية غير المقنعة التي تشبه إلى حد كبير التوسعية التي تبناها الرئيسان ثيودور روزفلت وأندرو جاكسون.

وارتبط اسم ثيودور روزفلت وأندرو جاكسون، الأول في القرن التاسع عشر، والثاني في القرن العشرين، ببعض أكثر الحروب الأمريكية وقاحة وعنفًا -على حد وصف الصحيفة-، معتبرينهما وجهان لعملة واحدة، إذ كانا يستمتعان بالقدرات التي تأتي مع القوة العسكرية الأمريكية.

وأسقط الخبراء ما يحدث هذه الأيام وخلافات ترامب المتصاعدة والتهديدات بالاستيلاء على الأراضي، يمكن مقارنتها حرفيًا بالقرن التاسع عشر، عندما استولت الولايات المتحدة على الأراضي، لكنها ركزت استعمارها على المناطق التي بدا فيها الاستيطان الأبيض قابلًا للاستمرار.

ويرى خبراء التاريخ، أن ترامب في الوقت الحالي يحتقر أشكال "إسقاط القوة" الأكثر دقة، التي استخدمها رؤساء الولايات المتحدة بعد عام 1945، وأظهر اهتمامه الكبير للغاية بالعروض العلنية للقوة أو القوة الاقتصادية.

وكما هو الحال عادة مع ترامب، كان المعلقون في كثير من الأحيان غير متأكدين مما إذا كان ينبغي لهم تفسير تهديداته العسكرية على أنها مقترحات سياسية جادة، أو استفزاز، أو محاولات لتحديد مواقف تفاوضية شنيعة ثم يتراجع عنها، أو تأملات غير منضبطة خارجة عن المألوف.

ولكن مع الدمار الذي لحق بغزة بعد 16 شهرًا من القصف الإسرائيلي، وحضور بنيامين نتنياهو، لإعلان الخطة، جعل اقتراح ترامب بشأن غزة من وجهة نظر الخبراء خطيرًا للغاية، منهم بيتر بينارت، مؤلف كتاب "أن تكون يهوديًا بعد تدمير غزة: الحساب".

وأكد بينارت، أن أعضاء اليمين الإسرائيلي تحدثوا لسنوات عن تطهير غزة من الفلسطينيين، مشيرًا إلى أنه الآن أخذ ترامب هذه الفكرة وأضاف عودته الغريبة والقبيحة إلى نوع الإمبريالية العارية في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، عندما كانت الولايات المتحدة في الأساس تعمل على الاستيلاء على الأراضي.

وفي الظاهر تبدو مخططات ترامب التوسعية تخالف سياسة الانعزالية التي تتبناها أمريكا أولًا، التي يدعمها جزء كبير من قاعدته، لكن الخبراء أكدوا أن ترامب لم يكن أبدًا انعزاليًا، ويتعامل مع غزة كما لو كانت معاملة تجارية.

وأبدى الخبراء شكوكهم في أن العديد من ناخبي ترامب يدعمون هذا النوع من التحركات العدوانية في السياسة الخارجية، حتى عندما يتعلق الأمر بما قد يسميه ترامب الفناء الخلفي للولايات المتحدة، وتعامله مع جرينلاند وكندا ومنطقة قناة بنما، فمن غير الواضح وجود أي دعم مستقل قدمته قاعدته الانتخابية لتلك التحركات.

وفسر الخبراء لامبالاة ترامب بالسوابق والأعراف، إلى جانب افتقاره التام إلى أي بوصلة أخلاقية، يعني أنه لا يرى أي مشكلات نهائيًا في فكرة إعادة بناء غزة كمستعمرة أمريكية، ولم يخطر بباله أيضًا أن إرسال أسلحة لتدمير المنطقة ثم التحسر على الوضع المأساوي هناك ومطالبة السكان بمغادرة الأرض، تعد في الأساس فكرة وحشية ضد القوانين والأعراف الدولية.