أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول خطته المزعومة للاستيلاء على قطاع غزة وتهجير سكانه قسرًا، حالة من الإجماع العالمي على رفض المقترح، الذي يعارض القانون الدولي والإنساني، ويعتبر بمثابة "تطهير عرقي" للقطاع.
وأتى المقترح بتهجير سكان غزة إلى دول أخرى، على أن تتولى الولايات المتحدة السيطرة على القطاع، وإعادة بناء بنيته التحتية، وتحويله إلى منتجع سياحي مشابه للريفييرا الفرنسية.
وخلال المؤتمر الصحفي الذي جمعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء الماضي، أكد ترامب أن العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل "لا يمكن أن تنكسر"، وأن "اهتمامات إسرائيل هي أيضًا اهتمامات الولايات المتحدة"، في إشارة إلى موقف واشنطن الداعم لإسرائيل في مختلف القضايا، ومنها الحرب على غزة.
وفي هذا الصدد، أصدرت الخارجية الصينية بيانًا أكدت فيه أنها تعارض أي شكل من أشكال التهجير القسري للفلسطينيين، مشددة على أنها ليست أداة مساومة سياسية.
غزة للفلسطينيين
وحول خطة ترامب لغزة، انتقد سون جانج، الباحث في مركز الدراسات الشرق أوسطية بجامعة فودان، المخطط بشدة، وأشار في تصريحات خاصة لموقع "القاهرة الإخبارية" إلى أن تصريح ترامب يتناقض مع قرارات مجلس الأمن الدولي حول القضية الفلسطينية، ويعد تغييرًا أحاديًا للوضع القائم في غزة.
وأضاف سون أن غزة هي جزء من الأرض الفلسطينية التي يجب أن تبقى تحت سيطرة الفلسطينيين، وأن تصريحات ترامب تمثل تهديدًا للاتفاقيات الدولية ولحقوق الفلسطينيين في أراضيهم.
واعتبر "سون" أن مثل هذه التصريحات تساهم في إرسال رسائل خاطئة إلى التيارات اليمينية في إسرائيل، وقد تضر بالاستقرار الإقليمي.
ومن جانبه، أكد وانج جوانجدا، أمين عام مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية في تصريحات خاصة لموقع "القاهرة الإخبارية"، أن اقتراح ترامب ينتهك القانون الدولي والإنساني، مضيفًا أن سيطرة أمريكا على غزة وتهجير سكان القطاع قسرًا ليست شرعية.
وتحدث "وانج" عن أن "غزة ملك للشعب الفلسطيني وهو الوحيد الذي من حقه أن يقرر مصير بلاده وليس أي دولة أخرى".
وفي تصريحاته لـ "لقاهرة الإخبارية" شدد على أن مفتاح تحقيق السلام الدائم بين فلسطين وإسرائيل وحل مشكلة إعادة إعمار غزة بعد الحرب هو احترام خيار الشعب الفلسطيني، وإعادة بناء القطاع تحت قيادة فلسطينية، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفق مقررات الشرعية الدولية. وبهذه الطريقة، يمكن أن يكون هناك سلام دائم بين فلسطين وإسرائيل، وفي منطقة الشرق الأوسط كلها.
غير قابلة للتنفيذ
كما أكدت وانج شياويو، الباحثة المشاركة في مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة فودان، الرأي السابق، معتبرة أن خطة ترامب ليست قابلة للتنفيذ على الأرض.
وأوضحت وانج لموقع "القاهرة الإخبارية" أن الفكرة تتجاهل العديد من القضايا المعقدة المتعلقة بالسياسة الإقليمية، والقانون الدولي، وكذلك حقوق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم.
وأشارت إلى أن خطة ترامب قد تؤدي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة، بدلاً من تحقيق السلام أو الأمن.
حق شرعي للفلسطينيين
وقال تشن جيه، عميد معهد الدراسات الدولية والإقليمية بجامعة صن يات صن، إن فكرة تهجير الفلسطينيين قسرًا من غزة ستؤدي إلى تصعيد النزاع في المنطقة، بدلاً من تحقيق أي نوع من الاستقرار.
وأضاف في تصريحات خاصة لموقع "القاهرة الإخبارية"، أنه من غير الممكن أن تمر مثل هذه الخطة عبر الأمم المتحدة أو أي منظمات دولية، إذ أن المجتمع الدولي يرفضها بشكل قاطع.
وأكد "تشن" أن الفلسطينيين يمتلكون حقًا شرعيًا في بناء دولتهم على أراضيهم دون أي تدخلات قسرية من أطراف خارجية.
رفض عالمي
وتوالت البيانات والتصريحات الرافضة لخطة ترامب حول غزة، منذ مساء الثلاثاء، حيث قوبل اقتراح ترامب برفض واستهجان شديدين من قبل الأطراف الدولية كافة. حيث أدانت السلطة الفلسطينية والمجتمع الدولي هذه الخطة، معتبرين إياها انتهاكًا لحقوق الفلسطينيين في أرضهم. كذلك رفضته مصر والأردن والسعودية.