لم تمض أسابيع قليلة على وقف إطلاق النار في غزة، حتى ألقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قنبلة بمخطط تهجير أهالي غزة، الذي قوبل برفض عالمي واسع، وتوقع العديد من مستشاري ترامب إنهم يتوقعون أن تتلاشى فكرة ملكية غزة بهدوء بعد أن أصبح من الواضح لترامب أنها غير قابلة للتطبيق، بحسب نيويورك تايمر.
وقال دانييل شابيرو، السفير الأمريكي لدى إسرائيل في عهد الرئيس باراك أوباما، إن مجرد طرح الفكرة قد يؤدي إلى إثارة المزيد من التطرف: "هذا ليس اقتراحًا جديًا، إن احتمالات سيطرة الولايات المتحدة على غزة، بتكلفة هائلة من الدولارات والقوات، لا تقل عن احتمالات دفع المكسيك ثمن الجدار أو استيلاء الولايات المتحدة على نفط العراق".
تزيد من خطر التطرف
وأضاف أن "الخطر يكمن في أن المتطرفين داخل الحكومة الإسرائيلية والإرهابيين من مختلف الأطياف سيأخذون الأمر حرفيًا وعلى محمل الجد، ويبدأون في التصرف بناءً عليه، وقد يعرض ذلك إطلاق سراح المزيد من المحتجزين للخطر.
ولاقت فكرة ترامب بالسيطرة على غزة العديد من اليمين المتطرف في إسرائيل وبعض أفراد المجتمع المؤيد لإسرائيل في أمريكا، لطالما أرادت الحكومة الإسرائيلية الاستيلاء على غزة من الفلسطينيين لضمان عدم استخدام الأرض لشن هجمات ضد إسرائيل.
لم يتم التخطيط لمقترح ترامب
وعلى النقيض من الإعلانات الرئيسية المتعلقة بالسياسة الخارجية التي أصدرها رؤساء سابقون، بما في ذلك ترامب، فإن فكرة سيطرة الولايات المتحدة على غزة لم تكن قط جزءًا من أي مناقشة عامة.
ولكن في السر، كان ترامب يتحدث عن ملكية الولايات المتحدة للقطاع منذ أسابيع، وقد تسارعت وتيرة تفكيره، وفقًا لمسؤولين في الإدارة، بعد عودة مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف.
ولكن لم يتوقع أحد لا في البيت الأبيض ولا في إسرائيل أن يطرح ترامب الفكرة يوم الثلاثاء حتى قبل وقت قصير من طرحها. وقد قوبلت الفكرة بمعارضة فورية من العالم العربي.
رفض عربي واسع
حذرت مصر والأردن وحلفاء آخرون للولايات المتحدة في الشرق الأوسط ترامب من أن نقل الفلسطينيين من غزة من شأنه أن يهدد استقرار الشرق الأوسط، ويخاطر بتوسيع الصراع ويقوض الجهود التي بذلتها الولايات المتحدة وحلفاؤها على مدى عقود من الزمن من أجل حل الدولتين.
أصدرت وزارة الخارجية السعودية ردا حاد اللهجة على ترامب، مشيرة إلى أن دعوتها الطويلة إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة كانت موقفًا ثابتًا وثابتًا لا يتزعزع.
وجاء في البيان السعودي "إن واجب المجتمع الدولي اليوم هو العمل على تخفيف المعاناة الإنسانية الشديدة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني الذي سيظل متمسكًا بأرضه ولن يتزحزح عنها".
وفي الأسبوع الماضي، رفض الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك الأردني عبد الله الثاني دعوات ترامب لإعادة توطين الفلسطينيين في غزة.