وصلت أول رحلة تقل مهاجرين غير شرعيين إلى خليج جوانتانامو، الذي يتواجد فيه المعتقل سيئ السمعة، كجزء من حملة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الهجرة غير الشرعية.
ووقّع "ترامب" أمرًا تنفيذيًا لتجهيز منشأة احتجاز ضخمة في خليج جوانتانامو، تتسع لاحتجاز ما يصل إلى 30 ألف مهاجر يتم ترحيلهم من الولايات المتحدة، بحسب صحيفة "ذا هيل".
وعقب قرار ترامب أرسلت وزارة الدفاع الأميركية 300 جندي لدعم عمليات احتجاز المهاجرين، وفقًا للقيادة الجنوبية الأمريكية، ومن المتوقع وصول 200 جندي مشاة بحرية إضافيين على دفعات.
وأقلعت طائرة من طراز سي-17 من مدينة إل باسو في ولاية تكساس، بحسب شبكة إي بي سي نيوز الأمريكية، وعلى متنها عدد صغير من المهاجرين يصل إلى 10 أشخاص، معظمهم من عصابة دي أراجوا الفنزويلية.
وتشارك تلك العصابة في الابتزاز والاتجار بالبشر والمخدرات والاختطاف وجرائم القتل، وكان وعد ترامب يوم تنصيبه باستئصال تلك العصابة المعروفة بخطورتها الشديدة على المجتمع الأمريكي.
وتضم عصابة دي أراجوا الفنزويلية، قرابة 5000 عنصر، تنتشر في أمريكا اللاتينية وقدمت إلى الولايات المتحدة عبر فنزويلا بطرق غير شرعية، وخصصت الخارجية الأمريكية جائزة بعشرات الملايين لمن يدلي بمعلومات عن قادتها.
وتمكنت واشنطن من القبض على بعض المشتبه بهم المنضمين للعصابة، إلا أنها لم تستطع تمييز أعضاء العصابة الخطيرة من طالبي اللجوء الفنزويليين العاديين، لأن فنزويلا لا تتقاسم معلوماتها الأمنية مع الولايات المتحدة.
ولن يتم وضع المهاجرين مع المعتقلين الحاليين في معتقل جوانتانامو، حيث من المنتظر أن تشرف إدارة الهجرة والجمارك على حراستهم بشكل أساسي.
وأكد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث، أن منشأة السجن شديدة الحراسة في خليج جوانتانامو يمكن أن تضم "أسوأ المجرمين" الذين ارتكبوا المزيد من الجرائم الشنيعة ضد المواطنين الأمريكيين الشرعيين، ووصف القاعدة بأنها المكان المثالي.
وأسس الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج دبليو بوش، معتقل جوانتانامو عام 2002 لاحتجاز الإرهابيين الأجانب المُشتبه بهم، في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001، التي تمت بطائرات مختطفة، على نيويورك ومقر البنتاجون، وأسفرت عن مقتل نحو 3000 شخص.
وأدانت جماعات حقوقية أمريكية قرار دونالد ترامب بتحويل معتقل جوانتانامو إلى مركز احتجاز للمهاجرين غير النظاميين، ووصفوه بالقرار الكارثي الذي لا يمكن الدفاع عنه، ويعيد ذكريات التعذيب والاحتجاز لأجل غير مسمى إلى الواجهة.
ويقع المعتقل ضمن قاعدة جوانتانامو البحرية على بُعد نحو 700 كيلومتر على الساحل الجنوبي الشرقي لكوبا، وتعد أقدم منشأة عسكرية أمريكية في الخارج تأسست عام 1903، ووفقًا للحكومة الأمريكية تحتفظ أمريكا بالسلطة القضائية بينما تحتفظ كوبا بالسيادة على المنشأة.