أدانت جماعات حقوقية أمريكية قرار الرئيس دونالد ترامب بتحويل معتقل جوانتانامو إلى مركز احتجاز للمهاجرين غير النظاميين، ووصفوه بالقرار الكارثي الذي لا يمكن الدفاع عنه، ويعيد ذكريات التعذيب والاحتجاز لأجل غير مسمى إلى الواجهة.
ووقّع "ترامب" أمرًا تنفيذيًا لتجهيز منشأة احتجاز ضخمة في خليج جوانتانامو، والذي أكد أنه يمكن أن تُستخدم لاحتجاز ما يصل إلى 30 ألف مهاجر يتم ترحيلهم من الولايات المتحدة، بحسب صحيفة "ذا هيل".
من جهتها، أكدت منظمة العفو الدولية أن معتقل جوانتانامو كان "موقعًا للتعذيب والاحتجاز لأجل غير مسمى دون تهمة أو محاكمة وممارسات غير قانونية أخرى"، وشددت على أن ترامب يجب أن يستخدم سلطته لإغلاق السجن وليس إعادة استخدامه لاحتجاز المهاجرين في الخارج.
وأسس الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج دبليو بوش، معتقل جوانتانامو عام 2002 لاحتجاز الإرهابيين الأجانب المُشتبه بهم، في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001، التي تمت بطائرات مختطفة، على نيويورك ومقر البنتاجون، وأسفرت عن مقتل نحو 3000 شخص.
وفي السياق ذاته، شددت منظمة الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية على أن بناء منشأة احتجاز ضخمة في جوانتانامو سيكون بمثابة "خطأ كارثي"، وأن إرسال أعداد كبيرة إلى قاعدة عسكرية منعزلة في كوبا من شأنه أن يسمح للحكومة بحرمانهم من حقوقهم الإنسانية الأساسية.
ومن المؤسف، بحسب المنظمة الأمريكية، أن هذا هو الهدف على ما يبدو، حتى يبقى المُرحَّلون بعيدًا عن أعين المحامين والصحافة والرقابة من جهة الكونجرس.
ويقع المعتقل ضمن قاعدة جوانتانامو البحرية على بُعد نحو 700 كيلومتر على الساحل الجنوبي الشرقي لكوبا، وتعد أقدم منشأة عسكرية أمريكية في الخارج تأسست عام 1903، ووفقًا للحكومة الأمريكية تحتفظ أمريكا بالسلطة القضائية بينما تحتفظ كوبا بالسيادة على المنشأة.
وأكدت منظمة مشروع مساعدة اللاجئين الدولي، أن القرار يمثل عملًا خطيرًا آخر لا يمكن الدفاع عنه من جانب إدارة ترامب، وأشارت إلى أن جوانتانامو مشهور بالتعذيب وغيره من الإجراءات الصارخة وغير القانونية التي ترتكبها الحكومة الأمريكية.
لكن مع مرور الوقت أصبح المعتقل رمزًا للتجاوزات الأمريكية "للحرب على الإرهاب"، بسبب أساليب الاستجواب القاسية التي قال المنتقدون، وفقًا لشبكة "إي بي سي نيوز" الأمريكية، إنها ترقى إلى مستوى التعذيب، وكان هناك 40 معتقلًا عندما تولى الرئيس الديمقراطي جو بايدن، منصبه في عام 2021.
وحمل بايدن في أجندته بعد الفوز على ترامب، تعهدات بإغلاق المعتقل عبر عملية متعمدة وشاملة تركز على تقليص أعداد المعتقلين بشكل مسؤول وإغلاق منشأة خليج جوانتانامو في نهاية المطاف، دون تقديم خطة واضحة للقيام بذلك.
وخلال السنوات الأربع الماضية كان يتم نقل معتقلين وإعادتهم إلى بلدانهم الأصلية، كان آخرها نقل 11 يمنيًا، ووصف المتابعون تلك الخطوة بأنها تهدف إلى تقليص عدد المعتقلين، حيث لم يتبق في معتقل خليج جوانتانامو سوى 15 شخصًا فقط.