في سابقة تعد تطورًا كبيرًا في ملف معتقل جوانتانامو سيئ السمعة الذي تديره الولايات المتحدة، تم نقل عدد يعتبر الأكبر من المعتقلين الحاليين إلى خارج أسواره، في خطوة تعكس جهود بايدن لإغلاق المعتقل نهائيًا.
وأسس الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج دبليو بوش، معسكر جوانتانامو عام 2002 لاحتجاز الإرهابيين الأجانب المُشتبه بهم، في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001، التي تمت بطائرات مختطفة، على نيويورك ومقر البنتاجون، وأسفرت عن مقتل نحو 3000 شخص.
أساليب قاسية
لكن مع مرور الوقت أصبح المعتقل رمزًا للتجاوزات الأمريكية "للحرب على الإرهاب"، بسبب أساليب الاستجواب القاسية التي قال المنتقدون، وفقًا لشبكة "إي بي سي نيوز" الأمريكية، إنها ترقى إلى مستوى التعذيب، وكان هناك 40 معتقلًا عندما تولى الرئيس الديمقراطي، جو بايدن، منصبه في عام 2021.
ويقع المعتقل ضمن قاعدة جوانتانامو البحرية على بُعد نحو 700 كيلومتر على الساحل الجنوبي الشرقي لكوبا، وتعد أقدم منشأة عسكرية أمريكية في الخارج تأسست عام 1903، ووفقًا للحكومة الأمريكية تحتفظ أمريكا بالسلطة القضائية بينما تحتفظ كوبا بالسيادة على المنشأة.
تعهد وترحيل
وحمل بايدن في أجندته بعد الفوز على ترامب، تعهدات بإغلاق المعتقل عبر عملية متعمدة وشاملة تركز على تقليص أعداد المعتقلين بشكل مسؤول وإغلاق منشأة خليج جوانتانامو في نهاية المطاف، دون تقديم خطة واضحة للقيام بذلك.
لكن خلال السنوات الأربع الماضية كان يتم نقل معتقلين وإعادتهم إلى بلدانهم الأصلية، كان آخرها نقل أربعة محتجزين منذ أسابيع، كان من أبرزهم المعتقل رضا بن صالح اليزيدي، الذي كان أول الواصلين إلى المعتقل في يوم افتتاحه، حيث تم ترحيله إلى تونس.
إعادة توطين
وفي عملية تعد الأكبر من نوعها في عهد إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، أعلن البنتاجون عن نقله لـ11 معتقلًا من اليمن، بينهم 2 من حراس أسامة بن لادن الشخصيين، إلى عمان التي وافقت على مساعدتهم في إعادة توطينهم.
وكشفت وسائل الإعلام الأمريكية أسماء المفرج عنهم وهم عثمان عبد الرحيم ومعاذ العلوي وخالد قاسم وسهيل الشرابي وهاني عبد الله وتوفيق ناصر وعمر الرماح وسند الكاظمي وحسن عطاش وشرقاوي الحاج، وعبد السلام الحلة.
15 فقط
ولم توجه الولايات المتحدة أبدًا اتهامات إلى المعتقلين اليمنيين بارتكاب جرائم، ووصف المتابعون تلك الخطوة بأنها تأتي ضمن خطوات تهدف إلى تقليص عدد المعتقلين في السجن العسكري الأمريكي المثير للجدل، حيث لم يتبق في معتقل خليج جوانتانامو سوى 15 شخصًا فقط.
ومن بين المعتقلين الذين سيظلون في جوانتانامو خالد شيخ، العقل المدبر المزعوم لهجمات الحادي عشر من سبتمبر، الذي من المنتظر أن يحضر جلسة استماع في القاعدة حيث من المتوقع أن يعترف بالذنب مقابل إلغاء عقوبة الإعدام.