بعدما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رغبته في التفاوض مع أوكرانيا لتزويد الولايات المتحدة بالمعادن النادرة -وهي عناصر حيوية تستخدم في صناعة الإلكترونيات- مقابل حصول كييف على المساعدات العسكرية الأمريكية، قوبل هذا الاقتراح بانتقادات شديدة.
واتّهم ترامب باستغلال الحرب الأوكرانية لتحقيق مكاسب مادية، إذ وصف المستشار الألماني، أولاف شولتس، الخطة بأنها "أنانية"، إلا أن وسائل الإعلام الأوكرانية أفادت بأن الفكرة قد تكون نشأت من كييف كحافز للحفاظ على تدفق شحنات الأسلحة إلى البلاد، حسبما قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وفي تصريحات أدلى بها للصحفيين في البيت الأبيض، أمس الاثنين، قال ترامب إنه يرغب في تحقيق "مساواة" مع أوكرانيا مقابل الدعم الأمريكي الذي يقدر بـ300 مليار دولار، وأضاف: "نقول لأوكرانيا إن لديها معادن نادرة ذات قيمة كبيرة. نحن نسعى لإبرام صفقة مع أوكرانيا حيث ستؤمن هذه المعادن النادرة والموارد الأخرى مقابل المساعدة التي نقدمها لهم".
وتشمل "المعادن النادرة" مجموعة من 17 عنصرًا تتمتع بخصائص مغناطيسية وكيميائية كهربائية فريدة، وتستخدم في العديد من المنتجات الحديثة، من الهواتف الذكية إلى بطاريات السيارات الكهربائية والأدوية المعالجة للسرطان.
وتعد الصين أكبر منتج للمغذيات النادرة في العالم، حيث تشكل نحو 70% من الإنتاج العالمي. وقد تم تصنيف هذه العناصر على أنها حيوية من قبل المسح الجيولوجي الأمريكي لقطاعات مثل الدفاع الوطني، ما دفع واشنطن إلى السعي لتقليل اعتمادها على بكين في هذا المجال، حسبما ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية.
من جانبها، نقلت صحيفة "كييف إندبندنت" عن مصدر في مكتب الرئيس الأوكراني أن اتفاقًا بشأن الموارد المعدنية مع الحلفاء كان في الواقع جزءًا من "خطة النصر" للرئيس فولوديمير زيلينسكي، التي تشمل مزيجًا من الحوافز الاقتصادية والأمنية والمطالب من الحلفاء الغربيين.
ويُعتقد أن زيلينسكي عرض الاقتراح على القادة الأجانب خلال الحملة الرئاسية الأمريكية، على علم بأن إدارة ترامب ستضيف المزيد من الضغط على كييف للتوصل إلى اتفاق مع موسكو.
وتتضمن الخطة صفقات بشأن رواسب المعادن الاستراتيجية في أوكرانيا التي قال زيلينسكي إنها تقدر بتريليونات الدولارات. وتشمل هذه المعادن اليورانيوم والتيتانيوم والليثيوم والجرافيت، التي ليست من المعادن النادرة، ولكنها تشمل أيضًا "موارد استراتيجية أخرى" لم يتم الكشف عن اسمها.
في المقابل، وصفت موسكو اليوم، رغبة ترامب في الحصول على المعادن النادرة بأنها عرض واضح من أوكرانيا لشراء المساعدة الأمريكية. وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف: "من الأفضل بالطبع ألا يتم توفير المساعدة على الإطلاق، حيث سيساهم ذلك في إنهاء هذا الصراع".