مستقبل غامض يلاحق جنود كوريا الشمالية بعدما نجحت القوات الأوكرانية في أسر جنديين من القوة المشاركة في الحرب الدائرة مع روسيا، خاصة بعد اعتراف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي باستعداده لتسليمهم لكن مقابل تبادل أسرى مع روسيا، ليبقى مستقبل هذين الجنديين المصابين، اللذين خضعا للاستجواب أثناء وجودهما في المستشفى، غير واضح تمامًا.
مصير مجهول
في تصريحاته التي جاءت بعد تأكيد وكالة الاستخبارات الوطنية الكورية الجنوبية للتصريحات الأوكرانية بأنها أسرت جنديين كوريين شماليين، كانا جزءًا من قوة تُقدّر بـ11,000 جندي تشارك روسيا في حربها ضد أوكرانيا. قال الرئيس الأوكراني، إنه بالنسبة لأولئك الجنود الكوريين الشماليين الذين لا يرغبون في العودة، قد تكون هناك خيارات أخرى متاحة، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.
وفي مقطع الفيديو المرفق بتصريحاته، ذكر أحد الجنديين أنه يود العودة إلى كوريا الشمالية، بينما أضاف الآخر في البداية أنه يرغب في البقاء في أوكرانيا، إلا أنه غيّر رأيه لاحقًا وأعلن أنه سيعود إلى وطنه "إذا لزم الأمر".
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة " كوريان تايمز" الجنوبية، أنه في حال عودتهما إلى كوريا الشمالية، قد يواجه هذين الجنديين وعائلتيهما خطر العقاب القاسي من قِبل السلطات، التي قد تضطر لضمان صمتهما حول ما جرى.
وأشارت تقارير نشرتها وسائل إعلام كورية إلى أن السلطات الكورية الشمالية قد تمارس ضغوطًا على الجنديين للانتحار أو تفجير أنفسهما قبل أن يتم أسرهما.
ووفقًا للصحيفة البريطانية، يرى المجتمع الدولي، أن أي محاولة إعادة هذين الجنديين إلى كوريا الشمالية ضد إرادتهما قد يعرضهما للمخاطر، بما في ذلك التعذيب أو الموت، لذا يُنادي العديد من الخبراء الدوليين بضرورة احترام إرادة الجنديين وعدم إجبارهما على العودة إلى كوريا الشمالية، مشيرين إلى أن ذلك يتعارض مع المبادئ الإنسانية.
أسباب المشاركة في الحرب
أثناء استجوابهما، أشار أحد الجنديين إلى أنه لم يكن على علم بأنه سيشارك في حرب ضد أوكرانيا، حيث أخبره قادته أن ما يشاركون فيه هو "مجرد تدريب". ويعكس هذا التصريح حالة من الإرباك وعدم الفهم بين الجنود الكوريين الشماليين حول الدور الذي يُطلب منهم لعبه في حرب أوكرانيا، حسبما ذكرت "الجارديان".
في سياق آخر، قال عضو في البرلمان الكوري الجنوبي اليوم الاثنين، إنه تم قتل نحو 300 جندي كوري شمالي وإصابة 2,700 آخرين منذ نشرهم في أواخر العام الماضي، مشيرًا إلى أن انتشار القوات الكورية الشمالية في روسيا امتد إلى منطقة كورسك، مع تقديرات تشير إلى أن الخسائر بين صفوف القوات الكورية الشمالية قد تجاوزت 3,000.
انشقاق الجنود
وبحسب " كوريان تايمز"، فإن هناك تكهنات في سول حول إمكانية أن ينشق الجنود الكوريون الشماليون لصالح كوريا الجنوبية، مع العلم بأن نحو 30,000 مواطن كوري شمالي انشقوا إلى كوريا الجنوبية منذ نهاية الحرب الكورية.
ورغم أن ظروف أسرهم في دولة ثالثة غير مسبوقة، فإنهم نظريًا يحق لهم المعاملة نفسها التي يحصل عليها أي مواطن كوري شمالي يرغب في الانشقاق.
وترى "الجارديان"، أنه إذا تمكنت كوريا الجنوبية من استيعاب هؤلاء الجنود، فإن ذلك قد يمثل فرصة للحصول على معلومات استخباراتية حول تورط كوريا الشمالية في الحرب الأوكرانية، إضافة إلى ذلك، فإن تحولهم من جنود نخبة يخدمون نظام "كيم" إلى مواطنين في دولة ديمقراطية قد يكون انتصارًا دعائيًا كبيرًا لسول.