الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الأسلحة بعيدة المدى نقطة تحول في الحرب الروسية الأوكرانية

  • مشاركة :
post-title
الجيش الأوكراني

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

مع تزايد التوترات بين روسيا والغرب حول الدعم العسكري لأوكرانيا، وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تحذيرًا صريحًا من أن أي رفع للقيود المفروضة على استخدام أوكرانيا للصواريخ بعيدة المدى سيعدّ بمثابة إعلان حرب من قبل حلف شمال الأطلسي "الناتو".

وبينما تدرس الولايات المتحدة وحلفاؤها زيادة المساعدات العسكرية لكييف، تتصاعد المخاوف من أن تؤدي هذه الخطوة إلى تصعيد خطير في الصراع الروسي الأوكراني.

بوتين يحذر

وحذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من أن أي قرار من حلف شمال الأطلسي "الناتو" يسمح لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى لضرب أهداف داخل روسيا سيكون بمثابة إعلان حرب من جانب الحلف، وفي تصريحات للصحفيين، قال بوتين: "إذا سمحت دول الناتو لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى، فإن ذلك يعني أنهم في حالة حرب مع روسيا".

هذا التحذير جاء في ظل تقارير تفيد بأن الولايات المتحدة والدول الغربية قد تكون على استعداد لرفع القيود المفروضة على الأسلحة بعيدة المدى، التي تقدمها لأوكرانيا، وهو ما طالبت به كييف علانية لتعزيز قدراتها العسكرية ضد روسيا.

الموقف الأمريكي

وفي أثناء زيارته الأخيرة لكييف، قدّم أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، تلميحات بأن البيت الأبيض قد يتجه نحو رفع القيود المفروضة على استخدام الأسلحة بعيدة المدى. 

وقال بلينكن خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأوكراني: "منذ اليوم الأول، كنا نعدل سياساتنا وفقًا لتغيرات ساحة المعركة، وسنستمر في ذلك".

جاءت هذه التصريحات في وقت تواجه فيه إدارة الرئيس جو بايدن، ضغوطًا من المشرعين الأمريكيين لتخفيف القيود وتمكين أوكرانيا من استخدام هذه الأسلحة لضرب أهداف داخل روسيا.

على الرغم من هذه التطورات، أعرب مسؤولون أمريكيون عن قلقهم من أن السماح لأوكرانيا بشن هجمات في عمق الأراضي الروسية قد يؤدي إلى تصعيد غير مسبوق، ما قد يدفع روسيا لاتهام الولايات المتحدة بأنها أصبحت طرفًا مباشرًا في الحرب.

وأظهرت تقارير استخباراتية أن روسيا نقلت بعض الأصول العسكرية بعيدًا عن متناول الضربات بعيدة المدى، تحسبًا لأي تغيير في السياسات الغربية.

نقطة تحول

في أكتوبر 2023، زودت الولايات المتحدة أوكرانيا لأول مرة بصواريخ نظام الصواريخ التكتيكية للجيش "ATACMS"، التي يصل مداها 290 كيلومترًا.

واستخدمت أوكرانيا هذه الصواريخ لاستهداف مواقع عسكرية روسية في شبه جزيرة القرم، بما في ذلك الدفاعات الجوية والمطارات، وتسعى كييف للحصول على دعم إضافي لاستخدام هذه الصواريخ لضرب مطارات روسية تستخدم لضرب المدن الأوكرانية.

دعم غير مباشر

على الرغم من أن الولايات المتحدة تقدم معلومات استخباراتية لأوكرانيا، فإنها حتى الآن لم تساعد بشكل مباشر في توجيه الضربات باستخدام الأسلحة بعيدة المدى، لكن وفقًا للخبراء، يمكن لأوكرانيا الاعتماد على صور الأقمار الصناعية التجارية وغيرها من المعلومات لتحديد الأهداف الروسية.

مع تصاعد الحديث عن رفع القيود المفروضة على الأسلحة بعيدة المدى، تواجه روسيا وحلف الناتو مرحلة جديدة من التصعيد، وبينما تواصل أوكرانيا حملتها لاستعادة أراضيها، يبقى السؤال المطروح: هل ستؤدي هذه التحركات إلى دخول الناتو في مواجهة مباشرة مع روسيا؟