بعد ما يقرب من ثلاث سنوات من بدء الحرب الروسية الأوكرانية، تزايدت الدعوات إلى التوصل لحل تفاوضي، خاصة مع اقتراب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من إدارة البيت الأبيض، 20 يناير المقبل.
وعلى غرار رغبة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، بادر رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، بإجراء "محادثات الشتاء"، بحسب مجلة "دير شبيجل".
مفاوضات الشتاء
وعد رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، بإجراء مفاوضات بشأن الحرب في أوكرانيا، ولا يزال من الممكن أن تبدأ في الشتاء، قائلًا: "سأجري سلسلة من المناقشات تتعلق في المقام الأول بالوضع خارج حدودنا الشرقية، ومن الممكن أن تبدأ المفاوضات في الشتاء".
وتستعد بولندا حاليًا لتولي الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي، أول يناير 2025، وهو ما يرغب فيه رئيس وزراء بولندا باستغلاله وتشكيل المشهد السياسي، عقد اجتماعات عديدة مع القادة السياسيين حول الحرب في أوكرانيا.
نغمة الحرب
وأكد "توسك" أنه على اتصال دائم مع الحلفاء الاسكندنافيين ودول البلطيق، ومن المتوقع أيضًا أن يصل رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى وارسو قريبًا.
وقال توسك: "أريد حقًا أن تكون بولندا ليست دولة حاضرة فحسب، بل هي التي تحدد نغمة هذه القرارات التي تهدف إلى تحقيق الأمن لنا وحماية المصالح البولندية".
أوكرانيا مستعدة للتفاوض
ويبدو أن الرئيس الأوكراني أكثر استعدادًا لوقف إطلاق النار، إذا قام حلف شمال الأطلسي "الناتو" بحماية الأراضي، التي لم تسيطر عليها القوات الروسية في أوكرانيا.
ويجب على أوكرانيا أن تستعد لحقيقة أن حليفها الأكثر أهمية ومورد الأسلحة لها الولايات المتحدة الأمريكية سيتخذ مسارًا جديدًا عندما يتولى ترامب منصبه، يناير 2025.
ودعا ترامب، إلى وقف فوري لإطلاق النار وإجراء مفاوضات لإنهاء "الجنون"، وأدلى ترامب بهذه التصريحات بعد ساعات فقط من لقائه زيلينسكي في باريس، وهي أول محادثة وجهًا لوجه منذ فوزه بالانتخابات الأمريكية، الشهر الماضي.
الاحتكام إلى الميدان
وفي موسكو بدا المتحدث باسم الحكومة ديمتري بيسكوف، منفتحًا على إجراء محادثات لإنهاء القتال، غير أنه أصر على تحقيق أهداف روسيا الحربية، قائلًا: "هذه الأهداف يمكن تحقيقها نتيجة العملية العسكرية الخاصة أو من خلال المفاوضات المناسبة".
ووفقًا للمتحدث دميتري بيسكوف، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يرى مجالًا للتوصل إلى حلول وسط مع أوكرانيا، وفي الوقت نفسه، اتهم بيسكوف أوكرانيا برفض أي مفاوضات.
وصرّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في وقت سابق، بأن وقف إطلاق النار يجب أن يستند إلى الحقائق على الأرض، في إشارة إلى الضربات الروسية في أوكرانيا، إضافة إلى أن عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي غير مقبولة بالنسبة لبوتين.
لا طريق إلى الناتو
وتعد المطالبة بدعوة فورية من الناتو إلى أوكرانيا هي جزء مما يُسمى بخطة النصر، التي قدمها زيلينسكي في واشنطن وبرلين وعواصم أخرى في الخريف، ومع ذلك فإن الولايات المتحدة وألمانيا تعارضان إنشاء طريق سريع لأوكرانيا للانضمام إلى التحالف الغربي.
وإن الخطط التي أصبحت معروفة حتى الآن من الإدارة الأمريكية المستقبلية لدونالد ترامب ترفض انضمام كييف لـ"الناتو".