الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

عفو رئاسي يشوبه الفساد.. ديمقراطيون يتطلعون لـ"صفح ترامب"

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

كشفت تقارير إعلامية أمريكية عن توجه عدد مُتزايد من السياسيين الديمقراطيين المتهمين في قضايا فساد إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بطلب للعفو الرئاسي أو تخفيف الأحكام القضائية الصادرة بحقهم، في حين تأتي هذه التطورات في أعقاب تولي ترامب منصبه رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية 20 يناير الماضي، حيث بدأ بالفعل في تنفيذ وعوده بمعالجة ما يصفه بـ"التسييس المفرط" للنظام القضائي الأمريكي.

نيويورك وشيكاغو

برز في مدينة نيويورك تطور دراماتيكي يتمثل في تقارب غير مسبوق بين عمدة المدينة الديمقراطي إريك آدامز والرئيس ترامب، في خطوة أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية الأمريكية، إذ كشفت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية أن آدامز، الذي يواجه محاكمة بتهم فساد مقررة في أبريل المقبل، حرص على تعديل جدول أعماله للمشاركة في حفل تنصيب ترامب.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مصادر مطلعة أن مسؤولين كبار في وزارة العدل الأمريكية عقدوا سلسلة من الاجتماعات المغلقة مع المدعين الفيدراليين في مانهاتن وفريق الدفاع عن آدامز؛ لبحث إمكانية إسقاط تهم الفساد الموجهة إليه بالكامل.

وعلى الرغم من أن آدامز لم يعلن صراحة سعيه للحصول على عفو رئاسي، برر لقاءاته المتكررة مع ترامب بضرورة وجود علاقة جيدة بين عمدة أكبر مدينة أمريكية والرئيس بغض النظر عن انتماءاتهما الحزبية.

عمدة نيويورك إريك آدامز ودونالد ترامب
تحول الولاءات السياسية

وفي مدينة شيكاغو، أشارت "ذا هيل" إلى تفاصيل مثيرة حول قضية عضو مجلس المدينة السابق إد بورك، أحد أبرز الشخصيات السياسية المحلية وأطول الأعضاء خدمة في مجلس المدينة.

وأوضحت الصحيفة أن بورك، الذي أدين بتهم الابتزاز والرشوة بعد استغلال نفوذه السياسي للحصول على أعمال قانونية خاصة من المطورين العقاريين، تقدم رسميًا بطلب لتخفيف حكم السجن الصادر بحقه لمدة عامين.

وكشفت سجلات مكتب العفو في وزارة العدل الأمريكية أن طلب بورك ما زال قيد النظر، في حين تشير التقارير إلى أن علاقته السابقة بترامب، حيث ساعد شركاته في توفير ملايين الدولارات من الضرائب العقارية على فندقه الفاخر في شيكاغو، قد تلعب دورًا في حظوظه للحصول على العفو الرئاسي.

سياسة العفو الرئاسي

تكتسب قضايا العفو الرئاسي أهمية خاصة في ظل السياسة الجديدة التي يتبعها ترامب منذ توليه السلطة، إذ أصدر الرئيس الأمريكي سلسلة من قرارات العفو شملت الغالبية العظمى من المتهمين في أحداث اقتحام مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021، باستثناء 14 من قادة جماعتي "براود بويز" و"أوث كيبرز" الذين اكتفى بتخفيف أحكامهم إلى المدة التي قضوها بالفعل في السجن.

كما منح عفوًا رئاسيًا كاملًا لروس أولبريخت، مؤسس السوق الإلكتروني المثير للجدل "سيلك رود"، في خطوة اعتبرها المراقبون وفاءً بوعوده الانتخابية للناخبين الليبرتاريين.

وزارة العدل والقضاء

وفي سياق متصل، شهدت وزارة العدل الأمريكية تحولات جذرية في تعاملها مع عدد من القضايا البارزة منذ تولي ترامب السلطة، إذ أغلقت الوزارة ملف القضية المرفوعة ضد أحد أعضاء الكونجرس الجمهوريين السابقين، كما أوقفت استئنافًا قدمه المدعي الخاص السابق جاك سميث، لإحياء التهم ضد متهمين سابقين في قضية الوثائق السرية المرتبطة بترامب.

وعبر ترامب عن رضاه عن هذه التطورات في تغريدة على منصة "تروث سوشيال" قائلًا: "أنا فخور جدًا بوزارة العدل لدينا، وهو شيء لم أتمكن من قوله لسنوات عديدة!"، في إشارة واضحة إلى التحول الجذري في سياسات الوزارة مقارنة بفترة إدارة الرئيس السابق جو بايدن.