الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"إجراءات انتقامية ورد مباشر".. القصة الكاملة لصراع ترامب مع كولومبيا

  • مشاركة :
post-title
ترامب وبيترو

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

لم يكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أنهى أسبوعه الأول في البيت الأبيض بعد، حتى فتح على نفسه عدة جبهات مع دول حليفة، مثل بنما والمكسيك ونيوزيلندا، وكانت أحدثها كولومبيا التي جاءت "كرامة مواطنيها" عنوانًا لمواجهة أمريكا.

وفور توليه السلطة، وقع ترامب سلسلة من الأوامر التنفيذية، لتنفيذ ما وعد به خلال الحملة الرئاسية الثالثة، من بينها إطلاق أكبر برنامج ترحيل في تاريخ أمريكا لإخراج من وصفهم بـ"المجرمين والقتلة والمهاجرين غير الشرعيين" من البلاد.

مقيدون بالسلاسل

وقبل أقل من 72 ساعة من وجوده في البيت الأبيض، أطلق ترامب يد ضباط الهجرة والجمارك ودوريات الحدود لاعتقال المهاجرين المشتبه بهم الذين لا يحملون وثائق حتى في المواقع الحساسة مثل المستشفيات والكنائس.

وعلى متن طائرات عسكرية أمريكية من طراز سي-17، عكف ترامب على ترحيل المهاجرين فورًا، ونشر البيت الأبيض صورهم مقيدين بالسلاسل قبل صعودهم إلى الطائرات، كان من بينهم 80 مهاجرًا من كولومبيا.

إلغاء التصاريح

ورغم استقبال عدة دول أخرى لمواطنيها المرحلين على متن تلك الطائرات، إلا أن البيت الأبيض فوجئ بقرار صادر من رئيس كولومبيا جوستافو بيترو، بإلغاء جميع التصاريح الدبلوماسية الممنوحة لطائرتين وإعادتهما إلى أمريكا فورًا.

وأكد بيترو أنه إذا وافقت وزارة خارجية بلاده على مثل هذه التصاريح، فإنها لن تكون تحت إشرافه أبدًا، مشيرًا إلى أنه لن يسمح أبداً بجلب الكولومبيين مكبلين بالأصفاد على متن الرحلات الجوية، مشددًا على أن أي مسؤول يسمح بهذا النوع من العودة سيكون "جنديًا يخدم مصالح أجنبية".

تدابير انتقامية

ولكن ذلك القرار، أغضب دونالد ترامب، بحسب شبكة "سي بي إس نيوز"، حيث أعلن عن تدابير انتقامية شاملة تتضمن فرض رسوم جمركية على الواردات الكولومبية، وعقوبات على تأشيرات الدخول على جميع أعضاء الحزب وأفراد الأسرة وأنصار الحكومة الكولومبية، وتعزيز عمليات التفتيش الجمركي والعقوبات المالية.

وبرر ترامب هذه الإجراءات التي أكد أنها لن تكون سوى البداية، بقوله إن رفض جوستافو بيترو لهذه الرحلات عرّض الأمن القومي والسلامة العامة للولايات المتحدة للخطر، وهدد بأن الرسوم الجمركية على الواردات الكولومبية ستبدأ بنسبة 25% على جميع السلع، وسترتفع إلى 50% في غضون أسبوع.

مهاجرون غير شرعيون يتم ترحيلهم مقيدين بالأصفاد من أمريكا
رد سريع

وبحسب مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة، فإن القيمة الإجمالية المقدرة لتجارة السلع والخدمات بين الولايات المتحدة وكولومبيا في عام 2022 بلغت 53.5 مليار دولار، حيث تجاوزت قيمة الصادرات قيمة الواردات قليلاً.

في المقابل، لم يقف الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو مكتوف الأيدي، بل رد بسرعة كبيرة على تلك العقوبات بعقوبات مماثلة، حيث أعلن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على السلع المستوردة من الولايات المتحدة.

وأرسل بيترو الطائرة الرئاسية الخاصة به لتسهيل العودة الكريمة للمواطنين الكولومبيين، حيث شدد على أن الرحلات الجوية توقفت ليس لأنه لا يريد تسهيل عودة الكولومبيين إلى بلاده، ولكن لأن الحكومة تعطي الأولوية "للظروف الكريمة" للمهاجرين.

منتجات وطنية

وسيعمل بيترو وحكومته على توجيه الصادرات الكولومبية إلى بقية العالم بخلاف الولايات المتحدة، وطالب جوستافو الكولومبيين بعدم شراء المنتجات الأمريكية التي سيرتفع سعرها داخل الاقتصاد الوطني، وسيساعد في استبدالها بمنتجات وطنية.

وفقًا لمكتب الصناعة والأمن، كانت أهم الواردات الأمريكية من كولومبيا في السنوات الأخيرة هي الزيوت والمعادن والجير والأسمنت، التي بلغت أكثر من 40% من الواردات، والسلع الزراعية، التي بلغت أكثر من 26% من الواردات.

وجاء في البيان "إن حكومة كولومبيا، بقيادة الرئيس جوستافو بيترو، رتبت للطائرة الرئاسية لتسهيل العودة الكريمة للمواطنين الكولومبيين الذين كان من المقرر أن يصلوا إلى البلاد اليوم في ساعات الصباح، قادمين من رحلات الترحيل".