الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

المسيرات البحرية.. سلاح الصين لتغيير موازين القوى مع أمريكا

  • مشاركة :
post-title
مسيرة بحرية دون قائد

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

في خطوة تكنولوجية جديدة قد تغير موازين القوى في البحر، أظهر تقرير جديد أن الصين تمكنت من تطوير مسيّرة مغمورة تحت سطح البحر، يمكن إطلاقها من الغواصات، وهو ما قد يمثل تهديدًا متزايدًا للقدرات العسكرية الأمريكية، خصوصًا في المجال البحري.

التقرير، الذي نشرته صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" الصادرة من هونج كونج، يشير إلى أن هذه المسيرات، التي تعد جزءًا من التوسع التكنولوجي للصين في مجال المسيّرات والأنظمة العسكرية المتطورة، قد تكون أكثر قوة وفاعلية مما كان يعتقده الخبراء العسكريون الأمريكيون.

تقنية متطورة ومباغتة

وفقًا للتقرير، تمكّن الباحثون الصينيون من تطوير تقنية متقدمة تسمح لهذه المسيّرات بالتحرك تحت الماء، ومن ثم الصعود إلى السطح وإتمام مهامها مثل جمع المعلومات الاستخباراتية أو تنفيذ هجمات دقيقة.

وتتميز هذه المسيرات بسرعتها العالية وقدرتها على البقاء لفترات طويلة في الأعماق، مما يصعب مهمة الكشف عنها بواسطة الأجهزة المعتمدة من قبل القوات الأمريكية.

الطائرات التي تم إطلاقها من غواصات يمكن أن تكون مجهزة بكاميرات وأجهزة استشعار حديثة لجمع المعلومات، أو حتى بحمولات قتالية صغيرة. ويعتقد الخبراء أن هذه المسيّرات قد تُستخدم أيضًا لاستهداف السفن أو الغواصات في البحر، مما يزيد من تعقيد مهمة الدفاع في المسطحات المائية الاستراتيجية.

أمريكا تستشعر الخطر

لم تكن الولايات المتحدة غافلة عن التطورات التكنولوجية الصينية، إذ أشار الخبراء العسكريون الأمريكيون إلى أن هذه المسيّرات المغمورة قد تُغير قواعد اللعبة في المجال البحري. ومن بين أحد أبرز المخاوف التي تم طرحها هو قدرتها على تنفيذ مهام استطلاعية في المياه العميقة التي يصعب على تقنيات أخرى الوصول إليها، مما قد يسمح للصين بتوسيع نطاق سيطرتها العسكرية في المحيطات.

ومع تزايد الاستثمارات الصينية في تكنولوجيا الطائرات المسيّرة بشكل عام، من المتوقع أن تشكل المسيّرات البحرية تحديًا إضافيًا للولايات المتحدة في استراتيجياتها الدفاعية في المنطقة الآسيوية والمحيطات.

التطورات المستقبلية

أصبح من الواضح أن المسيّرات التي تطلقها الصين من تحت سطح البحر هي جزء من رؤية استراتيجية تهدف إلى تعزيز قدرة البلاد العسكرية في المياه المحيطية والممرات البحرية الحيوية. وإذا ما تم تحسين هذه التقنية وتطويرها بشكل أكبر، فإنها قد تهدد تفوق البحرية الأمريكية في مناطق حيوية مثل بحر الصين الجنوبي والمحيط الهادئ.

من جهة أخرى، فإن هذا التقدم التكنولوجي قد يسرع من سباق التسلح في المنطقة، إذ قد تتسارع الدول الأخرى لتطوير تقنيات مماثلة، مما يزيد من حالة التوتر العسكري في هذه المناطق الاستراتيجية.