نفّذت الصين أكبر عملية إعادة هيكلة لجيشها منذ ما يقرب من عقد من الزمن، مع التركيز على القوات الاستراتيجية التي تعتمد على التكنولوجيا والمجهزة للحرب الحديثة، حيث تتنافس بكين مع واشنطن على التفوق العسكري في منطقة تعج بالتوترات الجيوسياسية.
وفي خطوة مفاجئة الأسبوع الماضي، ألغى الرئيس الصيني شي جين بينج قوة الدعم الاستراتيجي (SSF)، وهو فرع عسكري أنشأه في عام 2015 لدمج قدرات الجيش في مجال الفضاء والحرب السيبرانية والإلكترونية والنفسية، كجزء من إصلاح شامل للجيش الصيني. وبدلاً منها، افتتح "شي" قوة دعم المعلومات، التي وصفها بأنها "ذراع استراتيجية جديدة لجيش التحرير الشعبي ودعامة أساسية للتطوير المنسق".
وفي هذا الصدد، أكد "شي" أمس الجمعة، أن القوة الجديدة ستلعب دورًا مهمًا في مساعدة الجيش الصيني على "القتال والفوز في الحرب الحديثة".
وفي مؤتمر صحفي في اليوم نفسه، أشار المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية إلى أن قوات الأمن الخاصة تم تقسيمها فعليًا إلى ثلاث وحدات؛ قوة دعم المعلومات، وقوة الفضاء الجوي، وقوة الفضاء الإلكتروني.
وبموجب الهيكل الجديد، يتكون جيش التحرير الشعبي الصيني الآن من أربع خدمات؛ الجيش والبحرية والقوات الجوية وقوة الصواريخ، إضافة إلى أربعة أذرع: الوحدات الثلاث انبثقت عن قوات الأمن الخاصة وقوة الدعم اللوجستي المشتركة، حسبما ذكر حساب الموقع الرسمي للجيش الصيني على منصة "وي شات" الصينية.
وتقول وكالة الأنباء الصينية "شينخوا"، إنه تم تعيين نائب قائد قوات الأمن الخاصة، بي يي، قائدًا للوحدة الجديدة، بينما سيتولى لي وي، المفوّض السياسي لقوات الأمن الخاصة، نفس الدور في قوة دعم المعلومات.
ويقول خبراء في الجيش الصيني إن إعادة التنظيم تعزز سيطرة "شي" المباشرة على القدرات الاستراتيجية لجيش التحرير الشعبي وتؤكد طموحات الصين في إتقان الذكاء الاصطناعي وغيره من التقنيات الجديدة بشكل أفضل للتحضير لما تسميه "الحرب الذكية" للمستقبل، حسبما ذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
وتأتي إعادة الهيكلة في أعقاب حملة التطهير الواسعة التي قام بها الرئيس الصيني في الجيش العام الماضي.
ويرى جويل ووثنو، وهو زميل باحث كبير في جامعة الدفاع الوطني الممولة من وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون": "لقد قلل من رؤية شي للوظائف المهمة ولم يحسن التنسيق بين قوات الدفاع الفضائية والسيبرانية والشبكية".
ويعتقد "ووثنو" أن الهيكل الجديد سيمنح "شي" رؤية أفضل لما يحدث في الفضاء والفضاء الإلكتروني وإدارة الشبكات. وسيشرف تم الآن على هذه المهام بنفسه وليس من خلال قوة الدعم الاستراتيجي، التي كانت بمثابة وسيط.
في حين، أكد أن الافتقار إلى مثل هذه الرؤية يمكن أن ينطوي على مخاطر كبيرة، خاصة في أوقات التوتر المتزايد وانعدام الثقة العميق بين بكين وواشنطن.