وسط تصاعد الصراع في غزة والبحر الأحمر، جذبت الطائرات بدون طيار الصينية (المسيرة) الأنظار، إذ تعد الطائرات المسيرة من الوسائل الحديثة والفعالة للمراقبة والهجوم والدفاع في الحروب الحديثة.
وتبرز الصين كواحدة من أكبر المنتجين والمصدرين للطائرات بدون طيار في العالم، وتسعى إلى توسيع نفوذها في الشرق الأوسط، حسبما نقلت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" الصادرة من هونج كونج.
الطائرات الصينية في الشرق الأوسط
تزود الصين العديد من الدول الشرق الأوسط بالطائرات المسيرة، وتتميز الطائرات الصينية بكونها رخيصة وسهلة الاستخدام ومتوافقة مع الأنظمة الأخرى. فضلًا عن استخدامها في عمليات مكافحة الإرهاب والتدخل العسكري والحماية الحدودية والإغاثة الإنسانية.
وتواجه الطائرات بدون طيار الصينية منافسة قوية من نظيرتها الأمريكية والإسرائيلية والتركية والإيرانية في الشرق الأوسط.
أبرز الطائرات
أحد أبرز الطائرات بدون طيار الصينية كانت Wing Loong-2 من مجموعة تشنجدو لصناعة الطائرات.
الطائرة بدون طيار Wing Loong-2، التي تم إطلاقها لأول مرة في عام 2017، يمكنها حمل 480 كيلوجرامًا من الأسلحة لمدة تصل إلى 32 ساعة.
كما قدمت عدة شركات صينية خاصة لصناعة الطائرات بدون طيار، مثل "بكين هوفروينج تكنولوجي"، لأول مرة أكبر طائرة بدون طيار عسكرية متعددة الأغراض لديها، وهي طراز HW-150V، والتي تستطيع القيام بعمليات المراقبة والرسم الخرائطي والضربات الجوية.
بالإضافة إلى شركة Leap1 Innovations، وهي مورد دفاعي خاص آخر في الصين، عرضت أحدث طرازاتها من الطائرات بدون طيار المحمولة ذات المحور المزدوج، والتي تتمتع بوظائف الإقلاع والهبوط الرأسي، ويمكنها حمل حمولة تصل إلى 3 كيلوجرامات.
الآفاق المستقبلية
تواجه الطائرات بدون طيار الصينية فرصًا وتحديات في الشرق الأوسط، حيث تتزايد الحاجة إلى التكنولوجيا العسكرية المتقدمة، في ظل تصاعد الصراعات في غزة والبحر الأحمر.
وتسعى بكين إلى تعزيز علاقاتها مع الدول الشرق أوسطية من خلال تقديم الطائرات بدون طيار كجزء من مبادرة الحزام والطريق، التي أطلقها الرئيس شي جين بينج عام 2013.
ووفقًا لقاعدة بيانات نقل الأسلحة التابعة لمعهد "ستوكهولم" الدولي لأبحاث السلام، صدرت الصين أكثر من 280 طائرة مقاتلة بدون طيار في العقد الماضي.
وقال كوستاس تيجكوس، رئيس أنظمة المهام والاستخبارات في شركة الاستخبارات العسكرية العالمية جينز، إن الصين لديها مجموعة من الطائرات بدون طيار ذات قدرات جيدة وأسعار تنافسية، مضيفًا أن شراء الطائرات الصينية بدون طيار أسهل من شراء نظيراتها الأمريكية بسبب القيود التي تفرضها واشنطن على مبيعات الطائرات بدون طيار المسلحة في الخارج.
وقال إن الطائرات الصينية بدون طيار تم نشرها "بشكل متكرر ولفترات طويلة" في صراعات الشرق الأوسط، ومن المرجح أن يزداد الطلب في المنطقة بمرور الوقت.