الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

كامالا هاريس أمام قرارات مصيرية.. مستقبل سياسي غامض ينتظرها

  • مشاركة :
post-title
نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تستعد نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، لمغادرة منصبها، اليوم الاثنين، وسط تكهنات واسعة حول مستقبلها السياسي، إذ تكشف صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، أن المشهد السياسي المقبل لهاريس يحمل في طياته تحديات وخيارات متعددة، في وقت يتساءل فيه حلفاؤها ومستشاروها عن أفضل المسارات التي يمكن أن تسلكها في المرحلة المقبلة.

مسار سياسي حافل بالتحولات المفاجئة

شهدت الساحة السياسية الأمريكية تحولًا كبيرًا، يوليو الماضي، عندما وجدت هاريس نفسها فجأة في موقع المرشح الرئاسي للحزب الديمقراطي بعد قرار الرئيس جو بايدن المفاجئ بالانسحاب من السباق الرئاسي.

وأشارت مصادر مقربة من هاريس لـ"ذا هيل" إلى أن هذا التحول السريع والمفاجئ في مسارها السياسي لم يمنحها الوقت الكافي للتحضير بشكل مثالي لخوض معركة انتخابية شرسة.

وانتهى المطاف بخسارة قاسية أمام الرئيس المنتخب دونالد ترامب، نوفمبر الماضي، إذ خسرت في جميع الولايات المتأرجحة السبع، ما وضعها أمام تحديات جديدة تتعلق بمستقبلها السياسي.

خيارات استراتيجية ومسارات محتملة

وفي خضم هذه التحولات، تجري مداولات مكثفة في الدوائر المقربة من هاريس حول مستقبلها السياسي، وفي هذا الصدد تكشف مصادر مطلعة للصحيفة الأمريكية أن هاريس تدرس عدة خيارات استراتيجية، يأتي في مقدمتها التحضير لخوض انتخابات الرئاسة، عام 2028، حين يكون ترامب غير مؤهل للترشح مجددًا.

كما تشمل الخيارات المطروحة أيضًا إمكانية الترشح لمنصب حاكم ولاية كاليفورنيا، أو حتى الانسحاب مؤقتًا من الحياة السياسية العامة.

ونظمت هاريس حفلًا بمقر إقامتها، ديسمبر الماضي، إذ ناقش مستشاروها وأصدقاؤها هذه الخيارات بشكل مستفيض.

وأكد أحد حلفائها المقربين أن "لا أحد يعتقد أن هذه نهاية مسيرتها في المناصب العامة، فهذا جزء من شخصيتها وطبيعتها".

تحديات وفرص في المشهد السياسي المستقبلي

تواجه هاريس تحديات كبيرة في رسم مسارها المستقبلي، إذ يرى بعض المحللين والمراقبين أن خسارتها في الانتخابات الرئاسية قد تؤثر على فرصها المستقبلية.

وفي السياق ذاته، حذّر أحد كبار المانحين الديمقراطيين من أن هزيمتها الواسعة أمام ترامب قد تقوض ثقة الحزب الديمقراطي في ترشيحها المحتمل لعام 2028.

وأشار مستشارون مقربون إلى مخاطر الترشح لمنصب حاكم ولاية كاليفورنيا، معتبرين أن خسارة محتملة في هذا السباق قد تنهي مستقبلها السياسي بشكل كامل.

مشروعات مستقبلية وخطط قريبة المدى

كشفت شبكة "إن بي سي" الإخبارية، أن هاريس قررت تأليف كتاب خلال الأشهر المقبلة، في خطوة قد تمثل إعادة تموضع سياسي وإعلامي.

ورأى كيث أوربان -وكيل أدبي بارز- أن هذا الكتاب قد يكون الأعلى قيمة في تاريخ نواب الرئيس الأمريكيين، مشيرًا إلى أن التحدي الحقيقي يكمن في قدرة الكتاب على إعادة تعريف صورتها أمام الناخبين، استعدادًا لعام 2028.

وفي الوقت نفسه، يخطط زوجها دوج إمهوف، للعودة إلى القطاع الخاص مع احتمال انتقاله إلى نيويورك.

منافسة محتدمة في المشهد الديمقراطي

وأشارت "ذا هيل" إلى أن المشهد السياسي لعام 2028 يبدو مزدحمًا بالمنافسين المحتملين داخل الحزب الديمقراطي، إذ تضم قائمة المرشحين المحتملين شخصيات بارزة مثل حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم، الذي يشترك مع هاريس في العديد من المستشارين والمانحين، وحاكمة ميشيجان جريتشن ويتمر، وحاكم إلينوي جي بي بريتزكر، والسيناتور جون فيترمان، ووزير النقل السابق بيت بوتيجيج، والنائبة ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز.

وهذا التنوع في المرشحين المحتملين يضع هاريس أمام تحدٍ إضافي يتمثل في كيفية تمييز نفسها وإعادة بناء قاعدتها السياسية.

تحول صعب نحو مرحلة جديدة

وأشارت "ذا هيل" إلى أن هاريس تواجه تحديًا شخصيًا ومهنيًا كبيرًا مع مغادرتها منصبها كنائبة للرئيس، فبعد مسيرة سياسية امتدت لأكثر من عقدين، تنقلت خلالها بين مناصب المدعي العام في كاليفورنيا والنائب العام للولاية وعضوية مجلس الشيوخ وصولًا إلى منصب نائب الرئيس، تجد نفسها الآن في موقف يتطلب إعادة تقييم شاملة لمسارها المهني والسياسي.

وأكد أحد حلفائها المقربين أن "وجودها خارج العمل العام للمرة الأولى منذ فترة طويلة يمثل تحديًا كبيرًا لها"، مشيرًا إلى أن الأشهر المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مسارها المستقبلي.