الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

هاريس أم بايدن؟.. ديمقراطيون يكشفون أسباب كارثة 5 نوفمبر

  • مشاركة :
post-title
جو بايدن ونائبته كامالا هاريس

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

رغم عدم الإعلان الرسمي عن نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية، التي فاز فيها الرئيس السابق دونالد ترامب، إلا أن الديمقراطيين بدأوا في البحث عن الأسباب التي أدت إلى تلك الكارثة التي حلت عليهم، وباتت أصابع الاتهام تتمحور حول بايدن أم هاريس؟ المتسبب في الخسارة التاريخية.

وحقق دونالد ترامب فوزًا شاملًا في الانتخابات الرئاسية 2024، وحصد الولايات السبع المتأرجحة كلها، إذ حصل على 295 من أصوات المجمع الانتخابي مقابل 226 صوتًا لهاريس.

أصابع الاتهام

أعرب كثيرون من الديمقراطيين لشبكة "إي بي سي نيوز" الأمريكية، عن انزعاجهم وإحباطهم من أن ترشيح هاريس التاريخي والعلامة التجارية للحزب بشكل عام لم تكن ذات جاذبية كافية لكسب أصوات الناخبين، الذين دعموا بدلًا من ذلك رئيسًا سابقًا تم عزله مرتين وإدانته بارتكاب 34 جريمة جنائية.

وألقى بعضهم اللوم على جو بايدن، الذي كان السبب في الجدول الزمني المضغوط لكامالا هاريس، التي بدلًا من أن يكون لها حملة لمدة عامين كالمعتاد، لم تجد معها سوى 100 يوم فقط، ما جعل أصابع الاتهام تتجه نحو الرئيس الأمريكي لبقائه في السباق طوال هذه المدة التي قضاها أو حتى فكرة إعادة انتخابه ككل.

المسار الخطأ

يأتي ذلك فيما ألقى آخروناللوم على كامالا هاريس لارتباطها ببايدن، وقولها الشهير على قناة ABC إنها لا تستطيع التفكير في أي شيء جوهري قد تفعله بشكل مختلف عن الرئيس الحالي، كما أنها استندت إلى إحدى حجج بايدن الواهية حول أن ترامب يُشكل تهديدًا للديمقراطية، وهو ما استغله ترامب وحلفاؤه لتصويرها دائمًا على أنها بعيدة عن الواقع.

وأكد الاستراتيجيون الديمقراطيون أنه من الواضح أن الناخبين اعتقدوا أن البلاد تسير على المسار الخطأ، وأصبحت كامالا هاريس بالنسبة لهم مرشحة الوضع الراهن، مشيرين إلى أن تاريخ المرشحين الرئاسيين الذين يؤيدون الوضع الراهن في الولايات المتحدة ليس جيدًا.

جو بايدن ونائبته كامالا هاريس ودونالد ترامب
تجاهل الكارثة

وقال خبراء في مراكز أبحاث سياسية لشبكة "بي بي سي"، إن الديمقراطيين لم يقوموا بعمل جيد بما فيه الكفاية في الاستماع إلى الناس وكانوا يقولون بصوت عالٍ وواضح لبايدن: "لم يكن ينبغي لك أن تترشح مرة أخرى.. عمرك مصدر قلق"، لكن الحزب وقادته تجاهلوا تلك النداءات.

وكان المحرك الأكبر لسلوك الناخبين عند التصويت هو مصلحتهم الاقتصادية الذاتية، وفقًا للباحثين، وشعروا أنهم في حالة جيدة تحت حكم دونالد ترامب، على عكس فترة بايدن، وهو ما كشفته استطلاعات الرأي التي تحدثت عن أن الأمريكيين جعلوا الاقتصاد والتضخم على رأس أولوياتهم عند اختيار الرئيس.

وقت للتعافي

وباعتبارها نائبة للرئيس، لم تتمكن هاريس من فك ارتباطها برئيس غير محبوب وإقناع الناخبين بأنها قادرة على تقديم التغيير، الذي كانوا يسعون إليه وسط قلق اقتصادي واسع النطاق، ويستغرق الأمر وقتًا طويلًا لهاريس لتبحث في أعماق نفسها حول أين أخطأت وماذا كان بوسعها أن تفعل وقتًا أطول مع بدء الديمقراطيين في توجيه أصابع الاتهام وإثارة الأسئلة حول مستقبل الحزب.

وفي المجمل يرى الاستراتيجيون الديمقراطيون أن نتائج الانتخابات الرئاسية كانت كارثة كاملة وغير مخففة وقعت على رؤوس الديمقراطيين، وكانت رسالة رفض شاملة للتوجه الديمقراطي والاستراتيجية الخاصة بهم، ولا توجد طريقة لتجميل تلك الكارثة كما يرون سوى البدء في العمل من جديد.