لم يتبقّ على تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب منصبه سوى ساعات قليلة، المقرر له اليوم الاثنين، وخلال حملته الانتخابية، أطلق ترامب عشرات الوعود حول ما سيفعله في اليوم الأول.
ومن المرجح أن يوقع دونالد ترامب، بعد وقت قصير من أدائه اليمين الدستورية كرئيس الولايات المتحدة السابع والأربعين، على سلسلة من الأوامر التنفيذية، بما في ذلك تلك المتعلقة بالهجرة، وأمن الحدود، والطاقة والحوكمة، بحسب موقع "بيزنيس إنسايدر".
ويعد الأمر التنفيذي أمرًا يصدره الرئيس من جانب واحد ويحمل قوة القانون، وعلى عكس التشريع، لا تتطلب الأوامر التنفيذية موافقة الكونجرس، ورغم أن الكونجرس لا يستطيع إلغاءها، إلا أنه يمكن الطعن فيها أمام محكمة القانون.
تغيير سياسات بايدن
يمكن للأوامر التنفيذية أن تساعد ترامب في تغيير السياسات التي وضعها بايدن، ومن المرجح أن يتم الطعن في العديد من أوامر ترامب في المحكمة من قبل الديمقراطيين وجماعات المناصرة الليبرالية.
ومن المتوقع أيضًا أن يلغي ترامب، البالغ من العمر 78 عامًا، بعض الأوامر التنفيذية والإجراءات التي اتخذها الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن.
وبدأ ترامب ولايته الأولى قبل ثماني سنوات بعدد من الأوامر التنفيذية البارزة، بعضها أيدته المحاكم والآخر تم الطعن فيه بنجاح.
وقال ترامب في حفل عشاء للأشخاص الذين تبرعوا لاحتفالات التنصيب: "في غضون ساعات من تولي منصبي، سأوقع على عشرات الأوامر التنفيذية، ما يقرب من مائة على وجه التحديد، وسأصف العديد منها في خطابي، وبجرة من قلمي، سألغي عشرات الأوامر التنفيذية والإجراءات المدمرة والجذرية لإدارة بايدن".
الهجرة والطاقة والتوظيف
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن الأوامر التنفيذية من شأنها إحداث تغييرات كبيرة في سياسات الهجرة والطاقة والتوظيف الحكومية.
وفي إحاطة مع كبار القادة الجمهوريين، كشف ستيفن ميلر، نائب رئيس موظفي البيت الأبيض للسياسة، أن الأوامر التنفيذية ستشمل إعلان حالة الطوارئ على الحدود الجنوبية، وإعداد نشر عسكري على الحدود، وإعادة فرض سياسة "البقاء في المكسيك"، وإعلان حالة الطوارئ المتعلقة بالطاقة.
إلغاء جهود مكافحة تغير المناخ
ومن أبرز هذه التغييرات المتوقعة التراجع عن اتفاقية باريس للمناخ، ورفع القيود المفروضة على إنتاج الوقود الأحفوري، وتوسيع عمليات حفر النفط المحلية.
وتشمل القائمة أيضًا فتح عمليات الحفر البحرية والقطب الشمالي، وتسريع تراخيص بناء خطوط الأنابيب، وإلغاء أوامر المساواة والإنصاف والإدماج والأوامر المتعلقة بالجنسين.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن ترامب كان يفكر في إصدار أمر تنفيذي لتغيير العديد من سياسات الطاقة للرئيس جو بايدن في ألاسكا، بما في ذلك القيود المفروضة على حفر النفط والغاز في محمية الحياة البرية الوطنية بالقطب الشمالي.
وقال شخص رابع مُطلع على الخطط، بشرط عدم الكشف عن هويته لمناقشة الإجراءات التي لم يتم إعلانها، إن سلسلة الأوامر ستشمل جهودًا لخفض تكلفة المعيشة، وإيقاف تأجير طاقة الرياح البحرية مؤقتًا، وإنهاء قواعد عهد بايدن التي تروج للسيارات الكهربائية وإلغاء الجهود الأخرى التي تركز على مكافحة تغير المناخ.
سياسة الهجرة
وأخبر ستيفن ميلر، نائب رئيس موظفي البيت الأبيض للسياسة، الحشد أن الأوامر التنفيذية بشأن الهجرة ستأتي بعد فترة وجيزة من تنصيب ترامب، ولم يوضح طبيتعها، لكنه وصفها بأنها أمر تنفيذي ينهي غزو الحدود، ويعيد المهاجرين غير الشرعيين إلى ديارهم.
وأشار ترامب إلى أنه سيحدد التدابير التي ستتخذها إدارته لمعالجة أمن الحدود، وخلال الحملة الانتخابية، تعهد ترامب بتنفيذ عدد من الأوامر التنفيذية المتعلقة بالهجرة في أول يوم له بمنصبه، بما في ذلك إغلاق الحدود، وإنهاء "حق المواطنة بالولادة" واستئناف بناء سياج على أجزاء من الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.