الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

من جورج واشنطن إلى ترامب.. حفلات تنصيب خارج المألوف للرئيس الأمريكي

  • مشاركة :
post-title
تنصيب الرئيس الأمريكي ـ تعبيرية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

يشهد مبنى الكابيتول الأمريكي، اليوم الاثنين، حدثًا استثنائيًا، إذ سيجري تنصيب الرئيس دونالد ترامب، الفائز في انتخابات نوفمبر الماضي، داخل أروقة المبنى التاريخي بدلًا من ساحته الخارجية، متأثرًا بموجة من البرد القارس، وفي هذا الصدد تسلط شبكة "سي بي إس نيوز" الضوء على التاريخ الحافل بالتغييرات التي طرأت على مراسم تنصيب الرؤساء الأمريكيين منذ تأسيس الولايات المتحدة وحتى اليوم.

البدايات التاريخية

في السنوات الأولى من عمر الولايات المتحدة، لم تكن واشنطن العاصمة تأسست بعد، وكانت نيويورك هي العاصمة المؤقتة للبلاد، وفي هذا السياق التاريخي، شهدت شرفة مبنى فيدرال هول في نيويورك حدثًا تاريخيًا، 27 أبريل عام 1789، عندما أدى جورج واشنطن، أول رئيس للولايات المتحدة، اليمين الدستورية لولايته الأولى.

وعند توليه فترته الرئاسية الثانية، انتقل المشهد إلى فيلادلفيا، إذ أدى اليمين في قاعة مجلس الشيوخ بمبنى الكونجرس، مؤكدًا أن التقاليد الأمريكية كانت في طور التشكل.

وكما تشير وثائق مكتبة الكونجرس الأمريكية، فإن التحول الكبير في تاريخ حفلات التنصيب جاء مع الرئيس توماس جيفرسون، الذي دشن عهدًا جديدًا بإقامة أول حفل تنصيب في العاصمة واشنطن عام 1801.

وفي خطوة عكست تواضعه وإيمانه بالمساواة، رفض جيفرسون مظاهر الأبهة المرتبطة بالأرستقراطية، واختار السير على قدميه من مسكنه المتواضع إلى مقر مجلس الشيوخ، إذ أدى اليمين أمام القاضي جون مارشال، ثم عاد سيرًا إلى مسكنه، رافضًا حتى الجلوس في مكان مميز على مائدة العشاء، بحسب الشبكة الإخبارية. 

تنصيب جورج واشنطن في شرفة مبنى فيدرال هول في نيويورك
لحظات الأزمات والتنصيب الاضطراري

أشارت "سي بي إس نيوز" إلى أن التاريخ الأمريكي شهد لحظات عديدة اضطرت فيها البلاد لإجراء مراسم التنصيب خارج العاصمة وبعيدًا عن التقاليد المعتادة.

وفي عام 1881، هز اغتيال الرئيس جيمس جارفيلد الأمة الأمريكية، ما استدعى تنصيب نائبه تشيستر آرثر في منزله الخاص بنيويورك.

وبعد عقدين، تكرر المشهد المأساوي مع اغتيال الرئيس ويليام ماكينلي، ليتم تنصيب ثيودور روزفلت في مدينة بوفالو بنيويورك عام 1901، بعد أن اضطر للعودة من رحلة تخييم في جبال أديرونداك.

وفي مشهد استثنائي آخر، شهد عام 1923 تنصيب كالفين كوليدج في منزل عائلته بمدينة بليموث نوتش في ولاية فيرمونت، عقب الوفاة المفاجئة للرئيس وارن هاردينج.

إلا أن الشبكة الإخبارية تشير إلى أن أكثر حفلات التنصيب غرابة في التاريخ الأمريكي، كانت مع تنصيب ليندون جونسون على متن الطائرة الرئاسية في مطار دالاس عام 1963، عقب اغتيال الرئيس جون كينيدي، إذ كان هذا الحدث فريدًا من نوعه، إذ شهد أول تنصيب رئاسي تتولاه امرأة، وأول وآخر تنصيب يُجرى على متن طائرة.

تحديات الطقس وتطور التقاليد

ظل موعد تنصيب الرؤساء الأمريكيين في شهر مارس لأكثر من قرن من الزمان، حتى جاء التغيير التاريخي مع تنصيب فرانكلين روزفلت لولايته الثانية عام 1937، إذ انتقل الموعد إلى يناير.

وخلال هذه الفترة الطويلة، واجهت حفلات التنصيب تحديات مناخية عديدة، لعل أبرزها ما حدث عام 1841 عندما ألقى الرئيس ويليام هنري هاريسون أطول خطاب تنصيب بالتاريخ الأمريكي في يوم شديد البرودة، ليلقى حتفه بعد شهر واحد متأثرًا بالتهاب رئوي.

وفي عام 1909، اضطر الرئيس ويليام تافت لأداء اليمين داخل قاعة مجلس الشيوخ، بسبب عاصفة ثلجية عاتية، رغم إصراره على إقامة العرض العسكري في الخارج.

تنصيب رونالد ريجان داخل مبنى الكابيتول بسبب الطقس السيئ

وشكل عام 1981 نقطة تحول في تقاليد التنصيب عندما اختار رونالد ريجان، الجهة الغربية من مبنى الكابيتول لإقامة حفل تنصيبه، ليصبح هذا المكان موقعًا تقليديًا لحفلات التنصيب اللاحقة.

غير أن ريجان نفسه اضطر في ولايته الثانية عام 1985 لإقامة مراسم التنصيب داخل قبة الكابيتول، بسبب الطقس السيئ ودرجات حرارة التي وصلت تحت الصفر.

واليوم، يضيف الرئيس ترامب فصلًا جديدًا إلى هذا التاريخ الحافل، إذ يجري تنصيبه داخل مبنى الكابيتول استجابة لتحديات الطقس القاسي.