أثار نقل مكان تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، لأول مرة منذ 40 عامًا، بسبب الطقس السيئ، العديد من التساؤلات حول السبب الحقيقي وراء ذلك القرار، ولكن قصة الرئيس الأمريكي ويليام هنري هاريسون كشفت عن السبب.
تمثل مراسم التنصيب احتفالية لبداية فترة رئاسية جديدة، ويتم التخطيط لها من قبل اللجنة المشتركة للكونجرس المعنية بالمراسم. ووفقًا لموقع ولاية واشنطن، تتضمن أحداث التنصيب مراسم أداء القسم، وخطاب التنصيب، واستعراض الفوز في موكب كبير تتخلله احتفاليات ضخمة.
من المعروف أن تنصيب الرئيس الأمريكي يتم يوم 20 يناير في الحديقة الغربية لمبنى الكابيتول الأمريكي، كما هو منصوص عليه في التعديل العشرين لدستور الولايات المتحدة، حيث تبدأ الإجراءات الرسمية حوالي الساعة 9:30 صباحًا.
ولكن ملايين الأمريكيين تفاجأوا بنقل حفل تنصيب ترامب الثاني إلى داخل مبنى الكونجرس، مرجعين السبب وراء ذلك إلى البرد والرياح والثلوج المتجهة إلى منطقة العاصمة واشنطن في يوم التنصيب.
وبحسب موقع Fox Weather، من المتوقع أن يشهد حفل تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب أبرد احتفال رئاسي منذ أكثر من 40 عامًا، بسبب دوامة قطبية شديدة ستتسبب في انخفاض درجات الحرارة لملايين الأمريكيين، بما في ذلك الحاضرون حفل تنصيب ترامب ونائبه جيه دي فانس.
ومن المتوقع أن تتراوح سرعة الرياح بين 20 و30 ميلًا في الساعة، مما يؤدي إلى انخفاض درجات الحرارة إلى حوالي 11 درجة تحت الصفر مع برودة الرياح يوم الاثنين.
ويعد حفل تنصيب ترامب هو الحفل الثالث الذي يتم نقله إلى الداخل بسبب الطقس. كانت المرة الأولى عام 1909 أثناء تنصيب الرئيس ويليام إتش تافت، حيث تم نقل الحفل إلى قاعة مجلس الشيوخ بسبب عاصفة ثلجية أسقطت 10 بوصات من الثلوج في واشنطن.
أما المرة الثانية فكانت أثناء حفل تنصيب الرئيس الأمريكي في عام 1985، حيث انخفضت درجات الحرارة وتم نقل الحفل إلى الداخل، وكانت آخر مرة في عام 1961 عندما تسببت عاصفة شتوية في نقل تنصيب جون كينيدي إلى داخل الكونجرس.
ولكن المخاوف الحقيقية على حياة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب نابعة، بحسب الموقع الأمريكي، من واقعة الرئيس الأمريكي ويليام هنري هاريسون، الذي خدم أقصر فترة رئاسية في تاريخ الولايات المتحدة.
وكانت وفاة الرئيس الأمريكي ويليام هنري قد تم ربطها بما حدث يوم تنصيبه الموافق 4 مارس 1841، والذي وُصف بأنه واحد من أكثر مراسم تنصيب الرئيس شهرة في أمريكا، بسبب الظروف الجوية الصعبة.
في ذلك اليوم، انخفضت درجة الحرارة إلى 34 تحت الصفر، ثم وصلت في النهاية إلى 51 درجة بعد الظهر. ولم يكن الرئيس الأمريكي ويليام هنري يرتدي قبعة أو معطفًا أو قفازات عندما تلقى القسم ليصبح الرئيس التاسع للولايات المتحدة الأمريكية.
وفي البرد والمطر الشديد، ألقى الرجل البالغ من العمر 68 عامًا أطول خطاب تنصيب في تاريخ الولايات المتحدة، حيث بلغ عدد كلماته 8445 كلمة، واستغرق أقل من ساعتين، وفقًا للجنة الكونجرس المشتركة لمراسم التنصيب.
وبينما ركب معظم الرؤساء الأوائل عربة إلى حفل تنصيبهم، ركب هاريسون من البيت الأبيض إلى مبنى الكابيتول على ظهر حصان أبيض محاطًا بحلفاء سياسيين مقربين. وبعدها مباشرة، أصيب بنزلة برد، ثم التهاب رئوي حاد، ولم يمكث أكثر من شهر حتى توفي بسبب ذلك.
تم إلقاء اللوم في وفاة الرئيس الأمريكي ويليام هنري هاريسون على سوء الأحوال الجوية، ومع توقع انخفاض درجات الحرارة إلى مستوى قياسي، برزت المخاوف على ترامب من مصير مشابه لهاريسون، وتم نقل المراسم إلى الداخل.