الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تصعيد بائس.. خبراء: قصف الاحتلال غزة بعد التوصل لاتفاق محاولة لإظهار الفوز

  • مشاركة :
post-title
جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة- أرشيفية

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي سيدخل حيز التنفيذ الأحد المقبل، يواصل الاحتلال الإسرائيلي قصف قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد 101 فلسطيني بينهم 27 طفلًا، منذ إعلان الاتفاق.

وفي هذا السياق، وصف الدكتور أشرف العشري، مدير تحرير جريدة الأهرام المصرية، ممارسات جيش الاحتلال الإسرائيلي بالمعتادة، لافتًا إلى أنها امتدت على مدى السنوات العشر الماضية، فكلما تم التواصل إلى اتفاق، زادت وتيرة التصعيد وعمليات القتل والتنكيل.

وقال "العشري"، في تصريحات خاصة لموقع "القاهرة الإخبارية"، إنه "في كل مرة كان يتم التوافق على هدنة، وقبل دخولها حيز التنفيذ، يصعِّد جيش الاحتلال هجماته، أملًا في وقوع أكبر عدد من الخسائر، حتى يستطيع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يؤكد للداخل انتصاره في هذه المعركة".

وذكر العشري: "يرى جيش الاحتلال أن التصعيد خلال الأيام الأخيرة قبل دخول الاتفاق حيز التنفيذ، يحقق النصر له من خلال كثرة عدد الشهداء من الفلسطينيين، بالإضافة إلى كونه محاولة للضغط على حركة حماس، لإجبارها على تقديم تنازلات في ما يتعلق بمطالب وشروط إسرائيل".

محاولة لإظهار الفوز

وفي السياق ذاته، قال الدكتور أحمد فؤاد أنور، الباحث في الشؤون الإسرائيلية، إنه "من المعتاد أن يتم التصعيد حتى اللحظات الأخيرة، من كلا الطرفين، في محاولة للإثبات عدم هزيمته لتهدئة الرأي العام الداخلي لديه، وسعيه للبرهنة على أنه ألقى الكلمة الأخيرة في الحرب، وأنه يتجه للاتفاق وهو غير ملزم أو منهك".

وأكد "أنور" أن "نتنياهو لا يستطيع التراجع عن تنفيذ الاتفاق بعدما انطلق سهمه، ويضغط كلٌ من الرئيسين الأمريكيين جو بايدن ودونالد ترامب -واللذان ينسب كل منهما الفضل لنفسه في التوصل له- على رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يعاني من غليان الرأي العام الداخلي وسخط أهالي المحتجزين".

وأما عن تهديدات وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن جفير، أمس الخميس، بأنه سيستقيل من حكومة نتنياهو إذا وافقت على الاتفاق، فوصفها "أنور" بأنها "ابتزازت فارغة وتهديد غير قابل للتنفيذ".

وأشار أنور إلى أضرار بالغة لن تتحملها دولة الاحتلال إذا تم حل الكنيست، فضلًا عن ضم نتنياهو، جدعون ساعر إلى الحكومة وزيرًا للدفاع بدلًا من يوآف جالانت، الذي يضمن له شبكة أمان لليسار واليمين الوسط، تمنع من شأنها سقوط الحكومة.

وكان بن جفير، أعلن رفضه القاطع لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، زاعمًا أنها تمثل "عارًا وتفريطًا في الإنجازات" التي حققتها حكومته في الحرب.

تصعيد بائس

وعن استمرار انتهاكات العدوان الإسرائيلي، أكد "العشري" أن تصعيد جيش الاحتلال الإسرائيلي، لن يؤثر على الاتفاق الذي تم التوقيع عليه أمس الخميس في الدوحة، بما في ذلك بعض التفاصيل التي عطَّلت إبرامه، مهما كانت حجم الممارسات الإسرائيلية من الآن وحتى دخول الاتفاق حيز التنفيذ يوم الأحد المقبل.

أعلن مكتب نتنياهو، فجر اليوم الجمعة، التوصل إلى اتفاق في غزة، وحل كل القضايا الخلافية، بعد أن قال في وقت سابق إنّ هناك عقبات في اللحظة الأخيرة "تعرقل الموافقة الإسرائيلية على وقف إطلاق النار".

وأشار "العشري" إلى وجود ضامن رئيسي لتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل وحماس وهو أطراف الوساطة (مصر وقطر والولايات المتحدة)، وبالتالي لن يستطيع نتنياهو إلغاء أو تجميد الهدنة التي أصبحت أمرًا واقعًا.

حرب جديدة

وعن إمكانية نشوب حرب جديدة، يرى "العشري" أنها فرضية تعتمد على قرار حماس وفصائل المقاومة على تنفيذ هجوم مماثل لطوفان الأقصى"، فيما يعتقد أنها تشهد حالة من الخلل لعسكري بعد اغتيال قيادات بارزة، وبعد أن نجح نتنياهو في القضاء على البنية العسكرية للحركة.

وقال: "من غير المرجح أن تتكرر أي عملية كبرى ضد إسرائيل، وأرى أن حماس والفصائل الفلسطينية تعلمت من درس حرب امتدت 15 شهرًا، وكبدت القطاع خسائر الأرواح والممتلكات".

أعضاء حزب الليكود الإسرائيلي

واختتم العشري: "ما شهده قطاع غزة من تدمير، بمثابة تجربة سوف تحتاج إلى مراجعة جادة من قبل الفصائل الفلسطينية حتى لا يتكرر مشهد القتل والإبادة الذي نفذته قوات الاحتلال مرة ثانية".

وزعم حزب الليكود برئاسة نتنياهو، أن الاتفاق الحالي، يسمح لإسرائيل بالعودة إلى القتال عند الحاجة بضمانة أمريكية، كما يضمن تزويد الجيش بالأسلحة ووسائل القتال اللازمة لتحقيق أهدافه.