توالت الاستقالات في حكومة حزب العمال البريطاني، التي عانت من فضائح عدة في أول ستة أشهر لها، ما أدى إلى انخفاض تاريخي لشعبية السير كير ستارمر كرئيس وزراء جديد.
علاقات مالية مشبوهة
واستقالت الوزيرة البريطانية توليب صديق، المسؤولة عن الخدمات المالية ومكافحة الفساد، اليوم الثلاثاء، على خليفة مزاعم، دوى صداها الأيام الماضية، حول ارتباطها بعلاقات مالية مع عمتها الشيخة حسينة، التي أطيح بها العام الماضي من منصب رئيسة وزراء بنجلاديش.
كذلك كشفت صحيفة "التلجراف" البريطانية، الأسبوع الماضي، أن أعضاء الحزب السياسي للشيخة حسينة شاركوا في حملة لصالح رئيس الوزراء كير ستارمر.
وفي عام 2019، شارك ناشطون بارزون في بنجلاديش في حملة لصالح ستارمر في دائرته الانتخابية هولبورن وسانت بانكراس، المجاورة لمقعد توليب في هامبستيد.
كما حضر ناشطون يمثلون الجناح البريطاني لرابطة عوامي البنجلاديشية حفل عشاء لجمع التبرعات لرئيس الوزراء أثناء وجوده في حكومة الظل.
وتعود العلاقة بين رئيس الوزراء ووزيرة الخدمات المالية ومكافحة الفساد، إلى عام 2014 عندما أيدت "توليب"، التي كانت تترشح في هامبستيد وكيلبورن، محاولة السير كير ستارمر لشغل مقعد في دائرة هولبورن وسانت بانكراس المجاورة.
ودخلا البرلمان في الليلة نفسها في الانتخابات العامة في العام التالي، كما خدم كلاهما في المقاعد الأمامية تحت قيادة جيريمي كوربين رئيس حزب العمال السابق.
وخارج مجلس العموم، يُقال إن "توليب" واحدة من حفنة من النواب الذين يعتبرهم رئيس الوزراء أصدقاء شخصيين وليسوا زملاء.
اعتراف ناقص
وعلى غرار توليب، استقالت وزيرة النقل البريطانية السابقة، لويز هايج، نوفمبر الماضي، بعد اعترافها بالذنب في تضليل الشرطة قبل عقد من الزمان.
وزعمت مصادر في "داونينج ستريت" أنّ "هايج" استقالت من منصبها بعد "ظهور مزيد من المعلومات حول إدانتها بالاحتيال أكثر مما كشفت عنه سابقًا لرئيس الوزراء".
وأصرّت الحكومة البريطانية على أن قرار استقالة وزيرة النقل، جاء بعد أن اعترفت بالذنب في تضليل الشرطة قبل عقد من الزمان.
لكن "ذا تليجراف" أشارت إلى أن القرار اتُخذ بعد أن كشفت تقارير إعلامية أنها لم تخبر رئيس الوزراء كير ستارمر بالقصة الكاملة بشأن إدانتها، ولا يُعرف على وجه التحديد طبيعة المعلومات الجديدة.
ونشرت صحيفة "ذا تايمز" أنه كانت هناك أكثر من حادثة تتعلق بهاتف مفقود، وليس الحادثة الوحيدة التي اعترفت بها لويز هايج عندما عيّنها ستارمر في حكومة الظل في عام 2020.
راتب يفوق ستارمر
وفي السياق ذاته، استقالت سو جراي، من منصب رئيسة موظفيه، في أكتوبر الماضي، بعد أقل من 100 يوم من تولي ستارمر منصب رئيس الوزراء.
وجاءت استقالة "جراي" بعد نشر تقارير حول توترات بينها وبين مورجان ماكسويني كبير مستشاري ستارمر، وحصولها على دخل أعلى من رئيس الوزراء.
ووفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية " بي بي سي"، فإن المرتب السنوي لجراي بلغ 170 ألف جنيه إسترليني (223 ألف دولار) بزيادة بواقع 3000 جنيه مقارنة بما يتلقاه ستارمر.
وأصبحت جراي، وهي موظفة مدنية كبيرة سابقة، مصدرًا لانتقادات داخلية منذ فوز حزب العمال في الانتخابات في 4 يوليو، حيث ألقى زملاؤها باللوم عليها في عدد لا يحصى من القضايا بما في ذلك فشل الاتصالات، والتعيين البطيء للوزراء.
حكومة سيئة
ووفقًا لصحيفة "التليجراف"، اتهمت منظمة الإصلاح في المملكة المتحدة والديمقراطيون الليبراليون حزب العمال بأنه سيئ مثل حكومة المحافظين السابقة، التي شهدت أيضًا تورط وزرائها في خلافات فساد رفيعة المستوى.
وقال متحدث باسم الإصلاح: "اضطرت وزيرة مكافحة الفساد في حكومة كير ستارمر إلى الاستقالة بسبب التحقيق معه بتهمة الفساد، إن حزب العمال سيئ مثل حزب المحافظين تمامًا".
وأضافت سارة أولني، المتحدثة باسم مكتب مجلس الوزراء للحزب الديمقراطي الليبرالي: "بعد سنوات من الفساد والفضائح التي ارتكبها المحافظون، كان الناس يتوقعون الأفضل من هذه الحكومة".
وقالت كيمي بادينوتش، زعيمة حزب المحافظين: "كان من الواضح في نهاية الأسبوع أن موقف وزيرة مكافحة الفساد كان غير مقبول تمامًا، ومع ذلك تردد السير كير ستارمر وتباطأ لحماية صديقته المقربة".
وأضافت: "حتى الآن، بينما ترفع بنجلاديش قضية جنائية ضد توليب صديق، فإنه يعبر عن حزنه لاستقالتها، إنه موقف لا يمثل سوى قيادة ضعيفة من رئيس وزراء ضعيف".