استقالت الوزيرة البريطانية توليب صديق، المسؤولة عن الخدمات المالية ومكافحة الفساد، اليوم الثلاثاء، على خليفة مزاعم، دوى صداها الأيام الماضية، حول ارتباطها بعلاقات مالية مع عمتها الشيخة حسينة، التي أطيح بها العام الماضي من منصب رئيسة وزراء بنجلاديش.
إعلان استقالة
لم يجد المستشار المستقل للمعايير الوزارية لوري ماجنوس، أن توليب (42 عامًا)، التي كانت وزيرة المدينة ومكافحة الفساد، قد خالفت أي قواعد.
وفي خطاب استقالتها، اليوم الثلاثاء، قالت: "بعد إجراء مراجعة متعمقة للمسألة بناءً على طلبي، أكد السير لوري أنني لم أخالف قانون الوزارة".
وأضافت توليب: "إن علاقاتي العائلية هي مسألة مسجلة علنًا، وعندما أصبحت وزيرة قدمت التفاصيل الكاملة لعلاقاتي ومصالحي الخاصة للحكومة".
وأصرت على أنها تصرفت "بشفافية كاملة" واستبعدت نفسها من المسائل المتعلقة ببنجلاديش أثناء فترة وجودها في الحكومة.
لكنها تابعت: "ومع ذلك، من الواضح أن الاستمرار في دوري كوزيرة من المرجّح أن يكون بمثابة مصدر إلهاء وتشتيت للانتباه عن العمل المستمر للحكومة".
واختتمت توليب: "ولائي هو وسيظل دائمًا لهذه الحكومة العمالية وبرنامج التجديد والتحول الوطني الذي شرعت فيه، لذلك قررت الاستقالة من منصبي الوزاري".
وأحالت الوزيرة نفسها في وقت سابق من هذا الشهر إلى مستشار ستارمر المستقل المسؤول عن الالتزام بقواعد الأخلاق الوزارية، بعد أن تبين أنها عاشت في عقارات متعددة مرتبطة بأشخاص مرتبطين بعمتها، الشيخة حسينة، زعيمة بنجلاديش المخلوعة.
قبول حزين
رد رئيس الوزراء على خطاب "توليب" قائلًا: "إنه بحزن قبل استقالتها من منصبها، وأضاف "الباب لا يزال مفتوحًا أمامك".
وذكر: "أود أن أشكرك على التزامك خلال فترة عملك كوزيرة للاقتصاد في الخزانة بما في ذلك قيادة طرح مراكز الخدمات المصرفية وافتتاح موقعنا رقم 100، وقيادة تفكيرنا بشأن الشمول المالي والمساهمة في نجاح خطاب المستشار الأول في مانشن هاوس".
وأضاف: "عند قبول استقالتك، أود أيضًا أن أوضح أن السير لوري ماجنوس كمستشار مستقل أكد لي أنه لم يجد أي خرق لقانون الوزارة ولا دليل على مخالفات مالية من جانبك، أود أن أشكرك على إحالتك إلى المستشار المستقل وعلى تعاونك الكامل في إثبات الحقائق".
و"توليب" هي صديقة مقربة للسير كير ستارمر رئيس الوزراء والتقطت صورة شخصية معه في احتفالية ليلة الفوز الساحق لحزب العمال في الانتخابات العامة.
تضليل الجمهور
تعرّضت "توليب" للتساؤلات بعد أن كشفت صحف بريطانية مطلع يناير الجاري، أن الوزيرة كانت تعيش في شقة بلندن حصلت عليها من رجل أعمال مرتبط بحزب "رابطة عوامي"، حزب الشيخة حسينة وأنها عاشت في السابق بشقة أخرى بلندن اشتراها محام دافع عن خالتها.
وقال السير لوري اليوم: "إنه من المؤسف أن توليب لم تكن أكثر يقظة للمخاطر السمعية المحتملة للعلاقات الوثيقة لعائلتها مع النظام البنجلاديشي السابق".
وأضاف "أنه لم يكن من الممكن استعادة الوثائق المتعلقة بممتلكات تم شراؤها منذ أكثر من 20 عامًا وتم إهداؤها لتوليب وشقيقتها في عامي 2004 و2009".
وأشار "لوري" إلى أنه "في حين قدمت توليب معلومات خلفية كبيرة لإظهار أن ترتيبات التمويل الخاصة بها كانت على ما يرام، إلا أن هذا لم يكن قاطعًا".
وصرّح: "نظرًا لشدة هذه الادعاءات المتعلقة بهذه المعاملات، فمن المؤسف حتى لو كان مفهومًا في سياق تراثهم أن هذه المعلومات القاطعة غير متاحة".
واعتبر لوري "أن توليب ضللت الجمهور- عن غير قصد- بشأن هوية المانح الذي أهداها شقة في كينجز كروس ردًا على الاستفسارات في عام 2022".
واستقالت رئيسة وزراء البنجلاديشية العام الماضي بعد انتفاضة شعبية، وكان هناك تحقيق منفصل في اختلاس بلغ 4 مليارات جنيه إسترليني من قبل لجنة مكافحة الفساد في صفقة أبرمتها السيدة حسينة، التي تم فيها أيضًا تسمية توليب.
من جانبها، أنكرت توليب كل المخالفات وأصرت على أن أي اقتراح بأن ملكيتها للعقارات مرتبطة بدعم حزب عمتها كان خاطئًا بشكل قاطع.