لا تزال مفاوضات صفقة تبادل المحتجزين بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، وسط تحركات دبلوماسية مكثفة وزيارات مفاجئة. وفي قلب المشهد، يقف المبعوث الأمريكي للرئيس المنتخب دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، الذي جاء لدولة الاحتلال في زيارة مفاجئة، حاملًا معه تقارير عن تقدم في المفاوضات.
وبينما تتشابك التعهدات بين الأطراف، تبرز تهديدات ترامب بتحركات حاسمة إذا لم تُحسم الأمور قبل يوم تنصيبه، لتضع مزيدًا من الضغوط على الجميع.
وصول مبعوث ترامب
وصل ستيف ويتكوف إلى إسرائيل في زيارة غير معلنة بعد سلسلة لقاءات أجراها في العاصمة القطرية الدوحة بشأن صفقة تبادل المحتجزين، ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر مطلعة أن المفاوضات أحرزت تقدمًا كبيرًا، حيث تم الاتفاق على 90% من تفاصيل الصفقة.
وتشمل المسودة انسحابًا إسرائيليًا كاملًا من محور فيلادلفيا في اليوم الأخير من تنفيذ الصفقة، مع تعهد حركة حماس بإعادة كل المحتجزين خلال المرحلة الثانية، فيما ستتعهد دولة الاحتلال الإسرائيلي بعدم العودة إلى القتال.
وتُعد التعهدات بين الأطراف مفتاح النجاح في هذه الصفقة، ووفقًا لمصادر نقلت عنها صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، فإن هناك عقبات تعترض الانتقال من المرحلة الأولى، التي تركز على إطلاق سراح "إنساني"، إلى المرحلة الثانية، حيث لا تزال الأطراف تناقش صياغة قانونية دقيقة لضمان الالتزام الكامل.
وبحسب تقرير موقع "واينت" العبري، فإن المفاوضات تدور "تحت تعتيم كامل"، فيما تبدي حماس تحفظًا على تقديم قائمة رسمية بالمحتجزين.
تهديدات ترامب
قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، ويليام بيرنز، إن الإدارة الحالية تعمل بجدية للتوصل إلى اتفاق قبل تنصيب ترامب في 20 يناير المقبل. كما أشار إلى أن التنسيق بين إدارة بايدن والإدارة القادمة كان فعّالًا في هذه القضية.
من جهته، واصل ترامب إطلاق تهديدات صريحة تجاه حماس، وفي تصريحات له، شدد على ضرورة الإفراج عن المحتجزين قبل موعد تنصيبه، محذرًا من "فتح أبواب الجحيم" إذا لم يتم الالتزام بذلك. وأضاف ترامب في مؤتمر صحفي: "إذا لم يحدث ذلك قبل 20 يناير، فإن أبواب الجحيم ستُفتح بقوة غير مسبوقة".
تفاؤل حذر
رغم الضغوط والتوترات، أبدى ويتكوف تفاؤله بإمكانية تحقيق تقدم قريب، مشيرًا إلى أن "وجود جبهة موحدة وضمانات أمريكية يمكن أن تُسهّل الأمور". ويرى مراقبون أن تورط ترامب المباشر في هذه القضية يعطيها زخمًا إضافيًا، خاصة مع إصراره على إتمام الصفقة قبل تسلّمه السلطة.
في ظل هذه التحركات المتسارعة، تبقى الأنظار معلّقة على الأيام المقبلة، وبينما يلوّح ترامب بتهديداته، تتزايد التوقعات بحدوث انفراجة، أو ربما تصعيد حسب تهديدات الرئيس الأمريكي المنتخب.