اقترب المرشح الجمهوري دونالد ترامب، بشدة من حسم انتخابات الرئاسة الأمريكية لصالحه، بعد فوزه بولاية بنسلفانيا المتأرجحة، وحصوله على أصواتها الـ19 في المجمع الانتخابي، ليرتفع رصيده إلى 265 صوتًا، ولا يتبقى له سوى 5 أصوات على بلوغ عتبة الـ270 صوتًا اللازمة للفوز بمنصب رئيس الولايات المتحدة الـ47.
وذكرت شبكة" سي إن إن" الأمريكية، أن ترامب تقدم على المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس في بنسلفانيا بـ50.9% مقابل 48.0%.
كان ترامب قال، مساء أمس الثلاثاء، إنه إذا فاز في ولاية بنسلفانيا، فإنه سيفوز "بالصفقة بأكملها"، وذلك أثناء اتصال هاتفي ببرنامج إذاعي في ولاية فيلادلفيا، حيث واصل حث الناخبين الجمهوريين على البقاء في طوابير التصويت.
ونقلت "سيى إن إن" عن ترامب قوله في مقابلة مع برنامج "ريتش زيولي" على محطة Talk Radio 1210 WPHT في فيلادلفيا: "إذا فزنا بولاية بنسلفانيا، فزنا بالصفقة بأكملها".
على مدار أكثر من 245 عامًا، كانت بنسلفانيا أكثر الولايات الأمريكية ترجيحا لكفة المرشحين بالانتخابات الرئاسية، إذ تشير تحليلات إلى أن 91% ممن فازوا بهذه الولاية أصبحوا رسميًا رؤساء للولايات المتحدة.
ويرجع السر في ترجيح ولاية بنسلفانيا وعاصمتها هاريسبرج للفائز بمقعد الرئاسة الأمريكي، إلى أنها من الولايات المتأرجحة التي لا يسيطر عليها أي من الحزبين الديمقراطي أو الجمهوري.
ولم تكن بنسلفانيا قديمًا من الولايات المتأرجحة، بل كانت جمهورية بامتياز منذ عام 1886 حتى عام 1932 قبل أن تتحول في الأربعينيات إلى ولاية ديمقراطية.
تأتي بنسلفانيا في الترتيب الخامس بين الولايات الأمريكية الخمسين، وفقًا لعدد السكان، حيث يسكنها بحسب آخر إحصاء معلن نحو 13 مليون نسمة ينتشرون بين الأماكن الحضرية والريفية، كما تعد ثالث أكبر ولاية منتجة للفحم بالولايات المتحدة.
وتوافد مئات الآلاف من سكان بنسلفانيا ومقاطعاتها المختلفة التي يوجد بها 9 ملايين يحق لهم الانتخاب، على مراكز الاقتراع منذ الصباح، وتمتلك بنسلفانيا 19 صوتًا من إجمالي 538 صوتًا داخل المجمع الانتخابي، ولذلك فإن من يفوز بهذه الولاية يكون قد قطع شوطًا مهما في حصد المزيد من الأصوات الانتخابية والاقتراب من الفوز.
وتعليقًا على جوهرية هذه الولاية، قال مدير مجموعة الاستطلاع الوطنية بمركز أبحاث الرأي بيروود يوست، إن من يسعى إلى دخول البيت الأبيض يجب أن يحصد أصوات بنسلفانيا وخاصة في ثلاث مقاطعات هي "باكس - إيري - نورثهامبتون".
وتعرف هذه المقاطعات بحسب "يوست" باسم "المقاطعات الرائدة"، وقد انحازت باستمرار إلى جانب المرشح الفائز لعقود من الزمن، ما عكس اهتمام كل من هاريس وترامب بالحضور إلى تلك المقاطعات لأكثر من مرة خلال جولاتهما الانتخابية.
وإلى جانب تأثيرها على الصعيد الانتخابي، تمتلك بنسلفانيا إرثًا تاريخيًا، فقد احتضنت في عام 1776 مؤتمر إعلان استقلال الولايات المتحدة الأمريكية، كما تم الكشف على أراضيها عن أول دستور أمريكي في عام 1787.
وكشفت النتائج الأولية لانتخابات الرئاسة الأمريكية، اليوم الأربعاء، فوز ترامب، بولايات بنسلفانيا، تكساس، فلوريدا، ألاباما، إيداهو، ساوث كارولاينا، أوكلاهوما، تينيسي، وست فرجينيا، أركانساس، ميسوري، وايمونج، نورث داكوتا، ساوث داكوتا، نبراسكا، لويزيانا، كنتاكي، إنديانا، أيوا، كنساس، يوتا، مونتانا، أوهايو، أيداهو وجورجيا، ليصل إلى 247 صوتًا من المجمع الانتخابي.
في المقابل، فازت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، وفقًا للنتائج الأولية، بولايات كولورادو، واشنطن"DC"، فيرمونت، إلينوي، نيويورك، ماين، ماساتشوستس، رود أيلاند، كونيتيكت، هاواي، واشنطن، نبراسكا، نيوجيرسي، نيو ميكسيكو، أوريجون، فيرجينيا، ديلاوير، كاليفورنيا وميريلاند، لتصل إلى 214 صوتًا من المجمع الانتخابي.
ويحتاج كل مرشح إلى الحصول على 270 صوتًا على الأقل من أصوات المجمع الانتخابي، التي تتحدد حسب التصويت الشعبي في كل ولاية.
وتجرى الانتخابات الأمريكية بشكل غير مباشر، إذ يضم المجمع الانتخابي 538 صوتًا، ولكل ولاية عدد محدد من أصوات المجمع الانتخابي يساوي عدد ممثليها في مجلسي النواب والشيوخ، ويفوز المرشح صاحب الأصوات الأعلى لمواطني الولاية بكامل حصة أصوات الولاية في المجمع الانتخابي، باستثناء ولايتي نبراسكا ومين، إذ يوجد لهما نظام خاص يسمح بتقسيم أصوات المجمع الانتخابي على المرشحين وفقًا لنسبة الأصوات التي يحصل عليها كل مرشح.
وأغلقت مراكز الاقتراع في بعض الولايات الأمريكية بالمنطقة الشرقية، بينما يستمر التصويت في ولايات أخرى ضمن الانتخابات الرئاسية، التي تشهد منافسة شديدة بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس.
ويبلغ إجمالي الناخبين المؤهلين للتصويت 230 مليون شخص، إلا أن نحو 160 مليونًا فقط منهم مسجلون.
وتسمح ما يقرب من نصف الولايات الأمريكية الـ50 بالتسجيل في يوم الانتخابات، في حين يتمكن المواطنون في ولاية داكوتا الشمالية من التصويت دون تسجيل مسبق. وشارك بالفعل أكثر من 80 مليون شخص بالتصويت عبر البريد أو بالتصويت المبكر الحضوري.