الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

حرائق لوس أنجلوس.. عودة حزينة وسط الركام والذكريات

  • مشاركة :
post-title
حرائق غابات لوس أنجلوس- أرشيفية

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

فيما لم يتبدد الدخان بعد فوق الأنقاض التي لا تزال مشتعلة في حريق باليساديس في مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، تمكن بعض السكان من العودة إلى الأحياء التي اضطروا إلى إخلائها، حيث سار العديد منهم على الأقدام أو بالدراجات عبر الطرق الخلفية عبر الوديان المحترقة للوصول إلى المناطق التي لا تزال مغلقة.

ومع استمرار الرياح الشديدة، كانت العواصف تدور بين الرماد والغبار، وتناثر الزجاج المحطم وأكوام الأسلاك في الشوارع جنبًا إلى جنب مع الأغصان المتساقطة، ما أضاف إلى المخاطر، لكن بالنسبة للعائدين، وللآلاف الآخرين الذين سيعودون في الأيام المقبلة، فإن حجم الخسارة الهائل بدأوا للتو في استيعابه.

ووفقًا لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية، قالت ريكي جوردون، التي تعيش في باليساديس منذ عام 1987: "الأمر لا يتعلق فقط بمنزلك، بل هو مرتبط بخسارة مجتمعك".

وفي حين نجا منزل جوردون، إلا أنه يقف محاطًا ببحر من الدمار، ووصفته أنه لن يكون صالحًا للسكن إذا رحل جيرانها، مضيفة أن "الأمر يتعلق بخسارة الأشخاص الذين تعرفهم".

وتوقفت جوردون لتنظر إلى المنحدرات المليئة بالحطام على طول الطريق حتى شواطئ المحيط الهادئ أدناه، وانضم إليها ابنها أليكس باك (34 عامًا) لتقييم الأضرار التي لحقت بمنزلهما.

وقال: "لم أكن أتصور أن يحدث هذا هنا، لا ينبغي أن يحدث شيء مثل هذا مرة أخرى".

كان جوردون وباك اثنين فقط من العديد من السكان الذين انقسم حزنهم بين المنازل والأشياء التي تحولت إلى الرماد، والمستقبل الذي تصوروه هنا والذكريات المدفونة الآن تحت الأنقاض.

فيما روى دانييل مكالوم كيف ترك هو وزوجته منزلهما في توبانجا كانيون، وهي منطقة ريفية أكثر عرضة للظروف المناخية القاسية، لتأسيس أسرة في باليساديس حتى تتمكن ابنتاه، من العيش دون خوف من الحرائق.

لقد بقي في الخلف بينما فر آخرون ليلة الثلاثاء، مسرعًا لمساعدة جيرانه الذين انتقلوا قبل بضعة أشهر فقط مع أطفال لإعداد منزلهم.

كانت النيران اجتاحت بالفعل المنازل في نهاية الحي، وكان الجمر يتساقط عليه عندما أدرك أنه لا يوجد شيء آخر يمكن فعله، لقد جفَّ خرطومه للمياه، كان يعلم أن منزله سيحترق.

قال مكالوم: "لا يزال من الصعب استيعاب الأمر، اختفى الملعب الذي اعتاد أطفالي الذهاب إليه، اختفى الحي بأكمله، لقد تحول منزلنا من كونه ملاذًا آمنًا إلى مكان خطير".

وعلى الطريق المؤدي إلى منزل عائلة مكالوم، تجمعت مجموعة أخرى من الجيران لمعرفة ما إذا كان بوسعهم انتشال أي شيء من بين الأنقاض.

وبينما كانوا يتنقلون بحذر بين أعمدة الكهرباء المحطمة وأغصان الأشجار المتساقطة التي لا تزال متناثرة في الشوارع، تحدثوا عمّا ينتظرهم.

وصعدت إحدى السيدات الدرج، الذي لم يعد يؤدي إلى أي مكان، لتنظر إلى طبقات المواد المهترئة المتراكمة والمحترقة، وقالت: "سمعت أن المبنى لا يزال قائمًا قبل يوم واحد فقط ثم عادت النيران إليه".

حتى بالنسبة لأولئك الذين اعتادوا على مخاطر الحرائق العالية، فإن حريق باليساديس كسر الافتراضات حول المناطق الآمنة، بحسب "ذا جارديان".

وتشير التقديرات الأولية المستندة إلى صور الأقمار الصناعية إلى أن أكثر من 12 ألف مبنى دُمر في مختلف أنحاء مقاطعة لوس أنجلوس، وقُتل ما لا يقل عن 11 شخصًا، وأشار المسؤولون إلى أن عدد القتلى قابل للارتفاع.

أدى تأجج حريق باليساديس للمزيد من عمليات الإخلاء، وفي ليلة الجمعة، رفع المسؤولون تحذير الإخلاء إلى أمر إلزامي، وأيضًا لا تزال أجزاء كبيرة من الولاية تحت تحذير باللون الأحمر في حين تعاني من خسائر فادحة.