الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

لوس أنجلوس.. أنظمة المياه عاجزة أمام الحرائق المدمرة

  • مشاركة :
post-title
رجال الأطفاء عاجزون عن مواجهة الحرائق في لوس أنجلوس

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

كشفت الحرائق المُدمرة التي اجتاحت مدينة لوس أنجلوس الأمريكية مؤخرًا، عن عجز واضح في قدرة أنظمة المياه وإطفاء الحرائق، حتى الأكثر تطورًا منها، على مواجهة كوارث بهذا الحجم. 

وبحسب شبكة "سي إن إن" الإخبارية، فإن حجم الدمار الذي خلفته هذه الحرائق يفوق كل التوقعات؛ مما يستدعي إعادة النظر في استراتيجيات مكافحة الحرائق والبنى التحتية للمياه على مستوى العالم، مشيرة إلى أن خسائر المدينة تجاوزت عشرات المليارات من الدولارات، في حين أن الأضرار البيئية قد تستغرق سنوات طويلة للتعافي منها. فيما أكد المسؤولون المحليون أن حجم الكارثة يفوق قدرات أي مدينة مهما بلغت درجة استعدادها.

أزمة تفوق قدرات البنية التحتية

 ونقلت"سي إن إن"، عن خبراء بنية تحتية، أن نظام المياه في لوس أنجلوس، رغم تصميمه المتطور وقدرته الاستيعابية الكبيرة، وجد نفسه عاجزًا أمام حجم الكارثة غير المسبوقة. وأكد المهندسون المتخصصون في أنظمة المياه أن المشكلة لا تكمن في قصور النظام الحالي فحسب، بل في حقيقة أن أيًا من أنظمة المياه المعروفة عالميًا لم تكن لتصمد أمام هذا المستوى من التحدي.

 وأشارت سي إن إن إلى أن حجم المياه المطلوب للسيطرة على الحرائق تجاوز بأضعاف القدرة التصميمية لشبكات المياه في المدينة، مما خلق أزمة حقيقية في توزيع الموارد المائية المتاحة. وكشف المختصون أن شبكة المياه في لوس أنجلوس، والتي تعد من أكثر الشبكات تطورًا في العالم، تعرضت لضغوط هائلة خلال محاولات إخماد الحرائق، حيث تجاوز الطلب على المياه القدرة القصوى للشبكة بنسبة تزيد على 300%، وهو ما أدى إلى انخفاض حاد في ضغط المياه في العديد من المناطق، مما قلل من فعالية جهود مكافحة الحرائق.

التغيرات المناخية

وفي سياق متصل، نقلت سي إن إن عن علماء المناخ تحليلهم المفصل للظروف الاستثنائية التي أدت إلى هذه الكارثة، إذ ساهمت موجات الجفاف المتتالية التي ضربت المنطقة على مدى السنوات الماضية في تهيئة الظروف المثالية لاندلاع حرائق بهذا الحجم. وأوضح العلماء أن ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق، مقترنًا بانخفاض معدلات الرطوبة وقلة الأمطار، خلق بيئة شديدة القابلية للاشتعال. وأشار الباحثون إلى أن متوسط درجات الحرارة في المنطقة ارتفع بمعدل 2.5 درجة مئوية خلال العقد الماضي، وهو ما يفوق المعدل العالمي بنسبة كبيرة. كما سجلت المنطقة أطول فترة جفاف في تاريخها، حيث انخفضت معدلات هطول الأمطار بنسبة تجاوزت 60% عن المعدل الطبيعي. وأكد العلماء أن هذه الظروف المناخية القاسية ستصبح أكثر تواترًا في المستقبل نتيجة التغير المناخي العالمي، مما يتطلب إعادة النظر جذريًا في استراتيجيات التعامل مع الكوارث الطبيعية.

مستقبل إدارة الكوارث

وفي جانب الحلول المستقبلية، كشفت سي إن إن عن خطط طموحة تعكف عليها السلطات المحلية في لوس أنجلوس لتطوير قدراتها على مواجهة الكوارث المستقبلية. وتتضمن هذه الخطط استثمارات تتجاوز 5 مليارات دولار لتحديث البنية التحتية للمياه، وتطوير أنظمة الإنذار المبكر، وتحسين التنسيق بين مختلف الجهات المعنية. 

وتشمل المشاريع المقترحة إنشاء شبكة من محطات المياه الاستراتيجية موزعة في المناطق عالية الخطورة، وتطوير أنظمة ذكية لإدارة موارد المياه في حالات الطوارئ. كما تتضمن الخطط إنشاء مراكز تحكم متطورة مجهزة بأحدث التقنيات لمراقبة وتوقع الحرائق، وتطوير شبكة من خزانات المياه الاستراتيجية تحت الأرض بسعة إجمالية تصل إلى 500 مليون جالون. وستعتمد هذه المراكز على تقنيات الذكاء الاصطناعي والأقمار الصناعية لتحليل البيانات المناخية وتوقع المناطق الأكثر عرضة للخطر.