الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

حرائق مدمرة عقب فيضانات تاريخية.. كاليفورنيا تعاني تغيرات المناخ

  • مشاركة :
post-title
كاليفورنيا بين الحرائق المدمرة والفيضانات التاريخية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في تحول مناخي شرس يعكس خطورة التغيرات المناخية العالمية، تواجه ولاية كاليفورنيا الأمريكية واحدة من أخطر الأزمات المناخية في تاريخها الحديث. فبعد أشهر قليلة من تعرضها لفيضانات كارثية، تكافح الولاية الآن سلسلة من الحرائق المُدمرة التي تجتاح مناطق واسعة من أراضيها.

من الفيضانات إلى الجفاف

شهد جنوب كاليفورنيا تحولًا مناخيًا حادًا خلال العام الماضي، بدأ بسلسلة من العواصف المطرية العنيفة التي ضربت المنطقة في ديسمبر وبلغت ذروتها في أوائل فبراير من العام الماضي.
وبحسب شبكة "سي إن إن"، تلقت لوس أنجلوس وحدها ما يقرب من قدم كامل من الأمطار خلال تلك الفترة، ما أدى إلى كارثة طبيعية شاملة، إذ غمرت المياه الطرق الرئيسية، وجرفت مئات السيارات، وتسببت في انهيارات طينية هائلة في مختلف أنحاء المنطقة.
وامتدت آثار هذه الفيضانات لتشمل تدمير البنية التحتية وإجلاء آلاف السكان من منازلهم، في مشهد وصفه المراقبون بأنه الأسوأ منذ عقود.
لكن المفارقة المأساوية تكمن في التحول السريع والحاد الذي شهدته المنطقة بعد ذلك، إذ تحولت كاليفورنيا من حالة الفيضانات العارمة إلى جفاف قاسٍ في غضون أشهر قليلة.
ويؤكد العلماء في جامعة كاليفورنيا أن المنطقة سجلت واحدًا من أكثر فصول الصيف حرارة في تاريخها خلال 2024، تزامن مع أكثر بداية موسم أمطار جفافًا على الإطلاق.
هذا التحول المفاجئ خلق ظروفًا مثالية لاندلاع الحرائق، حيث تحولت النباتات الكثيفة التي نمت بفعل الأمطار الغزيرة إلى وقود جاف سريع الاشتعال.

فيضانات كاليفورنيا فبراير 2024
أزمة مناخية متفاقمة

يشير دانيال سوين، عالم المناخ البارز في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس، في حديثه لشبكة سي إن إن، إلى أن وضع كاليفورنيا الفريد يجعلها عرضة بشكل خاص لأسوأ تأثيرات التغير المناخي، إذ إن طبيعة مناخها المتوسطي تجعلها تعتمد على نمط موسمي دقيق، حيث تخلو فصول الصيف تمامًا من الأمطار، بينما تتركز معظم الهطولات المطرية في فصل الشتاء.
وأدى تغير المناخ العالمي إلى اختلال هذا النظام الطبيعي الدقيق، مما جعل أي تغيرات طفيفة في أنماط الطقس تتسبب في عواقب وخيمة.
وتكشف دراسة علمية حديثة نُشرت في مجلة "نيتشر" عن ظاهرة جديدة أطلق عليها العلماء اسم "التقلب المناخي المفاجئ".
هذه الظاهرة، التي تتميز بتحولات حادة وسريعة بين حالات الجفاف الشديد والأمطار الغزيرة، تزداد تواترًا مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية بسبب انبعاثات الوقود الأحفوري.
وتشير الدراسة إلى أن هذه التقلبات لا تؤدي فقط إلى زيادة احتمالات حدوث الكوارث الطبيعية، بل تزيد أيضًا من حدتها وتأثيرها المدمر.

مستقبل قاتم

أشارت "سي إن إن" إلى أن سكان كاليفورنيا يواجهون تحديات غير مسبوقة مع تغير مفهوم موسم الحرائق التقليدي، إذ أكد حاكم كاليفورنيا، جافين نيوسوم، في تصريحات مثيرة للقلق نقلتها سي إن إن، أن فكرة وجود موسم محدد للحرائق لم تعد قائمة، مشيرًا إلى أن خطر الحرائق أصبح يهدد الولاية على مدار العام.
وتُعزز هذا التصريح الخطير بتحذيرات من المركز الوطني للحرائق، الذي توقع استمرار المخاطر المرتفعة حتى يناير المقبل، مع احتمال بداية مبكرة لموسم الحرائق في المناطق المرتفعة.
وتزداد خطورة الوضع مع العوامل المناخية المتطرفة الأخرى، إذ شهدت المنطقة عاصفة رياح سانتا آنا غير المسبوقة، حيث وصلت سرعة الرياح إلى 100 ميل في الساعة، مما جعل من المستحيل على فرق الإطفاء السيطرة على الحرائق سريعة الانتشار، في حين أن هذه الظروف القاسية، مقترنة بالجفاف الشديد والنباتات الجافة المتراكمة، خلقت ما وصفه الخبراء بأنه "عاصفة نارية مثالية".