تحاول الحكومة الإسرائيلية استغلال ثغرة في بنود اتفاقية وقف إطلاق النار مع حزب الله اللبناني، تمكنها من البقاء في مناطق معينة داخل الأراضي اللبنانية لسنوات عديدة، حتى بعد انتهاء فترة الـ 60 يومًا المنصوص عليها في الهدنة، والمتعلقة بما يسمى البنية التحتية لحزب الله.
ودخلت هدنة وقف النار بين إسرائيل وحزب الله اللبناني حيز التنفيذ، بعد شهرين من تصعيد الحملة الجوية وإرسال الاحتلال قوات على الأرض، ونص الاتفاق على أنه خلال المرحلة الأولى، ينتشر الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني، وفي المقابل انسحاب إسرائيلي كامل من المنطقة.
ومع اقتراب نهاية المهلة المحددة بعد 20 يومًا تقريبًا، مازال جيش الاحتلال ينتشر في جميع القرى اللبنانية القريبة من السياج الحدودي، ولم يسمح لسكانها بالعودة.
وبحسب القناة الـ 12 الإسرائيلية، فإن مسؤولين في مجلس الوزراء بقيادة بنيامين نتنياهو، قالوا إن هناك أماكن في لبنان لن تنسحب منها إسرائيل لسنوات عديدة مقبلة رغم الاتفاق المبرم.
تفسير الاتفاقية
وأرجعت القناة الإسرائيلية ذلك إلى الخلافات المحيطة بتفسير الاتفاقية، في إشارة واضحة إلى ثغرة موجودة داخل بنود الهدنة، والمتعلقة بفكرة البنية التحتية لحزب الله اللبناني.
وبموجب الاتفاقية الموقعة بين الطرفين، تم الاتفاق على عدم استعادة أي بنية تحتية إرهابية، والتي يفسرها الاحتلال بأنها أي منزل تم استخدامه كمخزن للذخيرة أو منصة إطلاق صواريخ، يجب اعتباره بنية تحتية إرهابية ولن يكون من الممكن إعادة تأهيلها مرة أخرى.
ولكن في المقابل ترى لبنان بضرورة وجود تمييز واضح بين القرى التي دمرها الاحتلال ولابد من إعادة تأهيلها، وبين البنى التحتية الأخرى التابعة لحزب الله اللبناني، وهو الأمر الذي تحاول إسرائيل استغلاله بهدف البقاء مدد أطول في الأراضي اللبنانية.
تحذير وانتشار
وبالتزامن مع انتشار الجيش اللبناني للمرة الأولى في الناقورة وبنت جبيل وقرى أخرى في جنوب البلاد التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي مؤخرًا، حذر رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، من الاستمرار في خرق اتفاق وقف إطلاق النار كونه يهدد التفاهم برمته.
ونقلت إسرائيل رسائل من خلال الموفد الأمريكي أموس هوكستين، الذي اختتم زيارته للبنان أمس بعد يومين من لقاء المسؤولين، مفادها أنه إذا لم يقم الجيش اللبناني بزيادة وتيرة القتال، فلن يكون أمام الجيش الإسرائيلي خيار سوى البقاء في الميدان.
سمعة إسرائيل
ولكن في المقابل، نقلت صحيفة جيروزاليم بوست عن مصادر في إدارة بايدن لم تسمها، أن البيت الأبيض يعتقد عكس ما تراه الحكومة الإسرائيلية، حيث تعتقد الإدارة الأمريكية أن الجيش اللبناني سرّع انتشاره في الجنوب.
وإذا استمر الجيش اللبناني، وفقًا لإدارة بايدن، في الانتشار في الأماكن الجنوبية للبلاد، فلن يكون هناك سبب لبقاء الجيش الإسرائيلي في تلك المناطق التي يسيطر عليها، أو تمديد مرحلة الستين يومًا من وقف إطلاق النار.
وحذر المصدر من أن عدم تنفيذ بنود الاتفاق، سيضر بسمعة إسرائيل ويرسل رسالة للمجتمع الدولي مفادها أنها لاتفي بالتزاماتها، لافتا إلى أنه في نفس الوقت سيؤثر ذلك على مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وصفقة المحتجزين المنتظرة.