أطلق عشرات المستوطنين الإسرائيلين، نداءً إلى حكومة نتنياهو لتسليمهم الأراضي التي احتلها في جنوب لبنان لبدء إنشاء المستوطنات اليهودية فيها، وذلك نابع من فكرة متجذرة لديهم تتلخص في أن الاستيطان وحده يجلب الأمان.
ودخلت هدنة وقف النار بين إسرائيل وحزب الله اللبناني حيز التنفيذ، بعد شهرين من تصعيد الحملة الجوية وإرسال الاحتلال قوات على الأرض، حيث نص الاتفاق على بقاء الأخير لمدة 60 يومًا، على أن يصبح بعدها وقف إطلاق النار دائمًا.
نية للبقاء
وعلى الرغم من أنه من المفترض أن تنسحب قوات الاحتلال بعد انتهاء المهلة، إلا أن التقارير الإسرائيلية كشفت عن نية إسرائيل البقاء بعد انتهاء المهلة المحددة، حيث تدرس حكومة الاحتلال إمكانية إبقاء قواتها في مواقع رئيسية في جنوب لبنان.
وينتشر جيش الاحتلال في جميع القرى اللبنانية القريبة من السياج الحدودي، ولم يسمح لسكانها بالعودة بعد، وبحسب "هاآرتس" بدأت القوات في بناء البنية التحتية للبؤر الاستيطانية على طول الحدود الشمالية خارج الحدود الإسرائيلية اللبنانية.
وفي هذا السياق، نظم المستوطنون المتطرفون التابعين لحركة أوري سافون اليهودية، جولة داخل أراضي جنوب لبنان على الحدود، ووجهوا دعوة من خلالها لحكومة نتنياهو باتخاذ خطوات فعالة لإقامة المستوطنات في جنوب لبنان.
وأكدت الحركة، بحسب صحيفة جيروزاليم بوست، أن أجدادهم في البداية كانوا مجموعات صغيرة ذات فكرة عظيمة من وجهة نظرهم، والتي تتمثل في طرد الأهالي لاستعادة ما زعموا أنه السيادة لشعب إسرائيل على الأرض.
ومن هذا المنطلق، طالب قادة الحركة المتطرفة من نتنياهو الاستماع إلى مبررهم للسيطرة على جنوب لبنان من قبل شعب إسرائيل، مشيرين إلى أن الاستيطان وحده هو الذي سيجلب الأمان إلى الشمال.
غزة والضفة
يأتي ذلك في الوقت الذي يواصل فيه المستوطنون والحكومة الإسرائيلية الاستيلاء على الضفة الغربية المحتلة، وشهد الاستيلاء الاستيطاني تقدّمًا كبيرًا، حيث تمت إقامة 44 بؤرة استيطانية جديدة، كما تم الموافقة على تطوير نحو 18,000 وحدة سكنية استيطانية جديدة.
وفي غزة أيضًا، يسعى المتطرفون إلى إقامة مستوطنات جديدة على أنقاض المدن والبلدات الفلسطينية بعد عملية تطهير عرقي، بواقع 15 مستوطنة إضافة إلى 6 مستوطنات جديدة، وتم تجهيز نحو 700 نواة استيطانية للانتقال الفوري إلى القطاع فور توافر الظروف.