الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

نهاية الـ60 يوما تقترب.. انسحاب الاحتلال من لبنان على المحك وشبح التصعيد في الأفق

  • مشاركة :
post-title
أرشيفية

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

بين تعقيدات السياسة الإقليمية وضغوط الميدان، تقترب نهاية فترة الستين يومًا المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله، ومع ذلك، لا تزال التساؤلات حول مستقبل الاتفاق، هل ستلتزم الأطراف ببنوده؟ أم أن التوترات ستُعيد المنطقة إلى نقطة الصفر؟

وأثار تسريب تقارير عن نية إسرائيل تمديد وجودها العسكري جنوب لبنان جدلًا واسعًا، وسط تحذيرات من الطرفين بأن الوضع قد ينفجر في أي لحظة، وبينما تُواصل الولايات المتحدة لعب دور الوسيط، يلوح شبح التصعيد في الأفق.

تمديد مشروط

وقالت هيئة البثِّ الإسرائيلية، اليوم السبت، إنّ مسؤولين في الجيش اللبناني تلقوا إشارات خطيرة من الجنرال الأمريكي جاسبر جيفرز، الذي يرأس لجنة مراقبة وقف إطلاق النار في لبنان، تفيد بأن إسرائيل تنوي تمديد وجودها في لبنان من 60 يومًا إلى 90 يومًا، مع إمكانية تمديد آخر حتى شهر أبريل المقبل.

ونقلت هيئة البثِّ الإسرائيلية، عن الجنرال الأمريكي قوله إن "على إسرائيل أن تأخذ الوقت الكافي لتنفيذ أهداف العملية البرية في الاستيلاء على منشآت ومستودعات حزب الله، في ظل عجز الجيش اللبناني عن تطهير المنطقة".

ردود حزب الله

من جهته، أكد محمود قماطي، نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله، أن الحزب ملتزم بوقف إطلاق النار حتى الآن"، لكنه حذّر من أن الوضع سيتغير إذا استمرت إسرائيل في الانتهاكات"، وقال: "أهل جنوب لبنان سيعودون إلى ديارهم ولن يمنعهم أحد، صبرنا 60 يومًا، لكن اليوم الحادي والستين سيكون مختلفًا".

وأضاف: "أن حزب الله مستعد للرد على أي تحركات إسرائيلية تُعتبر احتلالًا"، مع التشديد على "أن مخزون الصواريخ والقوة العسكرية للحزب ما زالت جاهزة ومكتملة".

وساطة أمريكية وشكاوى لبنانية

يلعب المبعوث الأمريكي عاموس هوشستين دورًا محوريًا في المفاوضات، حيث يُرتقب أن يزور بيروت الأسبوع المقبل للتوسط في مسألة التمديد، كما سيترأس اجتماعًا هامًا في الناقورة لمناقشة مدى التزام الأطراف ببنود الاتفاق.

وتسعى الولايات المتحدة لضمان استمرار وقف إطلاق النار، لا سيما في ظل رغبتها في تحقيق استقرار سياسي يمهّد لإجراء انتخابات رئاسية في لبنان.

وفي الأسبوع الماضي، قدّم لبنان شكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي بشأن "انتهاكات إسرائيلية متكررة" للاتفاق. تضمنت الشكوى، التي أُرسلت عبر البعثة اللبنانية في نيويورك، اتهامات بالقصف العشوائي على القرى الحدودية وزرع متفجرات.

في المقابل، شنّت إسرائيل غارات على منصات إطلاق صواريخ تابعة لحزب الله، زاعمة أنها تشكل تهديدًا مباشرًا، وأكد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن الهجمات جاءت بعد "فشل الجيش اللبناني في إزالة هذه التهديدات".

ما بعد الهدنة

مع اقتراب نهاية المهلة، تظل العديد من القضايا دون حل، السؤال الرئيسي الآن: هل ستتمكن الوساطات الدولية من تمديد الهدنة وتحقيق انفراجة سياسية؟ أم أن استمرار الانتهاكات قد يُشعل مواجهة جديدة؟

وفي ظل تزايد الأصوات داخل إسرائيل ولبنان بضرورة الاستعداد لكل السيناريوهات، يبدو أن الستين يومًا المقبلة ستكون حاسمة لمستقبل الاتفاق وللمشهد الأمني في المنطقة بأكملها.