الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

شتاء صعب.. أوروبا تستنزف مخزوناتها لتعويض الغاز الروسي

  • مشاركة :
post-title
أوروبا تواجه تحديا غير مسبوق في إدارة احتياطيات الغاز الطبيعي

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

تواجه أوروبا تحديًا غير مسبوق في إدارة احتياطيات الغاز الطبيعي، حيث تسحب من مخزونها بوتيرة تُعد الأسرع منذ سبع سنوات بسبب موجة برد قاسية تُزيد الطلب على التدفئة.

مع توقعات بانخفاض إضافي في درجات الحرارة واستمرار الضغوط الجيوسياسية والاقتصادية، تبدو القارة الأوروبية أمام شتاء صعب قد يعيد تشكيل معادلة الطاقة في المنطقة.

استنزاف سريع للمخزونات

بحسب تقرير نشرته وكالة "بلومبرج"، فإن احتياطيات الغاز الأوروبية تتعرض لاستنزاف سريع، حيث انخفض مستوى الامتلاء إلى 70% فقط مقارنة بـ86% خلال الفترة نفسها من العام الماضي، وتشير بيانات شركة Gas Infrastructure Europe، التي نقلتها صحيفة "أديفارول" الرومانية، إلى أن هذا الانخفاض يُعد الأكبر منذ عام 2018.

رغم أن نقص الغاز لا يمثل تهديدًا فوريًا، فإن الإفراغ السريع للمخزونات قد يجعل من الصعب تجديدها في الموسم المقبل، وأوضحت سامانثا دارت، مديرة أبحاث الغاز الطبيعي في مجموعة "جولدمان ساكس"، أن التحدي يكمن في انخفاض درجات الحرارة المتوقعة، ما يُزيد من احتمالات استمرار سحب الغاز بوتيرة مرتفعة حتى نهاية مارس المقبل.

الاعتماد على الغاز المسال

تعتمد أوروبا بشكل متزايد على الغاز الطبيعي المسال لتعويض نقص الإمدادات الناتج عن توقف تدفق الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب الأوكرانية، هذا الاعتماد يجعل السوق الأوروبية عرضة لتقلبات كبيرة في الأسعار، خصوصًا في ظل أي تعطلات غير متوقعة للإمدادات من الموردين الرئيسيين.

في النرويج، على سبيل المثال، أدى إغلاق مصنع معالجة الغاز الطبيعي المسال في هامرفست حتى 9 يناير نتيجة مشكلات فنية إلى تقليص الإمدادات، ما يزيد الضغط على سوق الغاز الأوروبي.

تأثيرات مستقبلية

مع انخفاض الإمدادات واستمرار الطلب المرتفع، شهدت أسعار الغاز ارتفاعًا بنسبة 4% الأسبوع الماضي، لتصل إلى أعلى مستوى لها خلال 14 شهرًا. ورغم تراجع طفيف في العقود الآجلة يوم الاثنين بنسبة 1.2%، بلغت الأسعار في مركز TTF في أمستردام نحو 49.05 يورو لكل ميجاوات في الساعة، حسبما أفادت "بلومبرج".

ويُتوقع أن يؤدي التراجع السريع في مخزونات الغاز إلى تأثيرات سلبية على المدى القصير والطويل، فمن جهة، يمكن أن ترتفع الأسعار بشكل أكبر مع استمرار الاعتماد على الإمدادات الخارجية، ومن جهة أخرى، قد تواجه أوروبا تحديات كبيرة في إعادة بناء احتياطياتها لمواجهة موسم الشتاء المقبل.

في هذا السياق، يبدو أن تقلبات السوق ستظل العامل الحاسم الذي يحدد ديناميكيات قطاع الطاقة الأوروبي. فالاعتماد المتزايد على الغاز المسال، إلى جانب احتمالات حدوث انقطاعات غير متوقعة في الإمدادات، يجعل الوضع هشًا، ما يتطلب استراتيجيات أكثر فعالية لضمان استقرار سوق الطاقة الأوروبية.