حذّر خبير النفط باتريك دي هان، من أن خطة دونالد ترامب لفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع المنتجات القادمة من كندا والمكسيك، ستكون لها "تأثيرات ضخمة" على أسعار الغاز في البحيرات العظمى والغرب الأوسط وجبال روكي، وفق ما نقلته مجلة "نيوزويك" الأمريكية.
وجاء تحذير المحلل في منشور على منصة "إكس" أرفقه برسم بياني يوضح تدفق 3.6 مليون برميل من النفط الخام يوميًا من غرب كندا إلى الولايات المتحدة، وخاصة مناطق الغرب الأوسط والبحيرات العظمى.
وأعلن ترامب عن خطته للتعريفات الجمركية التي تستهدف المكسيك وكندا عبر منصة "تروث سوشيال" الخاصة به، أمس الاثنين. وقال الرئيس المنتخب إن التدابير ستظل سارية "حتى يأتي الوقت الذي تتوقف فيه المخدرات، وخاصة الفنتانيل، وجميع المهاجرين غير الشرعيين عن هذا الغزو لبلدنا".
وكتب دي هان على إكس: "إن فرض تعريفة جمركية بنسبة 25% على النفط الكندي سيكون له تأثير كبير على أسعار الغاز في البحيرات العظمى والغرب الأوسط وجبال روكي، وهي أسواق رئيسية حيث تقوم المصافي بمعالجة النفط الكندي".
وقال خبير النفط: "لا يمكنك ببساطة معالجة أنواع مختلفة من النفط بين عشية وضحاها. وسوف يتطلب الأمر استثمارات وسنوات. ولن يساعد زيادة المعروض الأمريكي".
وتضمن منشور "دي هان" خريطة توضح تدفق النفط بين الولايات المتحدة وكندا خلال عام 2019. وأظهرت الخريطة أن 3.6 مليون برميل من النفط الخام يتم نقلها من غرب كندا إلى الولايات المتحدة يوميا، حيث تتجه أكبر التدفقات إلى منطقة البحيرات العظمى والغرب الأوسط. وتشق كميات أصغر طريقها من غرب كندا إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة وجبال روكي وساحل الخليج الأمريكي.
وأظهرت الخريطة أن 200 ألف برميل إضافية من النفط كانت تُرسل إلى الولايات المتحدة يوميًا من شرق كندا، في حين كان إجمالي 500 ألف برميل من النفط تنتقل في الاتجاه المعاكس من الولايات المتحدة إلى كندا يوميًا.
وارتفعت واردات النفط الكندية إلى الولايات المتحدة بشكل كبير في السنوات الأخيرة، من 1,970,000 برميل يوميًا في عام 2010 إلى 3,885,000 برميل في عام 2023، وفقًا للأرقام الصادرة عن قسم الأبحاث بشركة "استاتيستا" المتخصصة في بيانات السوق والمستهلكين.
وتظهر أرقام إدارة معلومات الطاقة أن 60% من إجمالي النفط المستورد إلى الولايات المتحدة في عام 2023 جاء من كندا، مقارنة بـ 33% في عام 2013. ومن بين النفط الكندي، انتهى الأمر بنحو 2.8 مليون برميل مستورد يوميًا في الغرب الأوسط في عام 2023، وهو أعلى بكثير من أي منطقة أخرى.
ووفقًا للوكالة الفيدرالية، فإن حوالي 24% من إجمالي إنتاج مصافي النفط في الولايات المتحدة في عام 2023 جاء من كندا.
وجاء في تحليل أجرته إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في أغسطس، أن القرب الجغرافي يسمح لأنابيب كندا بنقل النفط الخام من المقاطعات الغربية، وخاصة من منطقة إنتاج النفط الخام الكبيرة في ألبرتا، إلى مصافي التكرير في الولايات المتحدة.
وترتبط مناطق الولايات المتحدة، وخاصة منطقة الغرب الأوسط وجبال روكي، ارتباطًا وثيقًا بأسواق النفط في كندا عبر شبكات الأنابيب والسكك الحديدية.
وأصدرت نائبة رئيس الوزراء الكندي كريستيا فريلاند، ووزير الأمن العام دومينيك لوبلانكن، بيانًا مشتركًا؛ ردًا على خطط ترامب بشأن الرسوم الجمركية، ووصفا العلاقة الثنائية بين أوتاوا والولايات المتحدة بأنها "واحدة من أقوى العلاقات وأقربها، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتجارة وأمن الحدود".
وفي منشوراته على "تروث سوشيال" تعهد ترامب أيضًا بفرض "رسوم جمركية إضافية بنسبة 10%، فوق أي رسوم جمركية إضافية" على كل التجارة بين الصين والولايات المتحدة، حتى تمنع بكين تدفق المخدرات، وخاصة الفنتانيل، إلى الولايات المتحدة"، وفق ما جاء في منشور الرئيس المنتخب.
وردًا على إعلان ترامب، قال ليو بينجيو، المُتحدث باسم السفارة الصينية في الولايات المتحدة: "إن التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والولايات المتحدة مفيد للطرفين بطبيعته. لن يفوز أحد في حرب تجارية أو حرب تعريفات جمركية".
وفي حديثها لصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، قالت إيريكا يورك، الخبيرة الاقتصادية البارزة في مؤسسة الضرائب في واشنطن العاصمة: "إن فرض رسوم جمركية صارمة جديدة على الواردات من أكبر ثلاثة شركاء تجاريين للولايات المتحدة من شأنه أن يزيد التكاليف بشكل كبير، ويعطل الأعمال في جميع الاقتصادات المعنية. وحتى التهديد بفرض رسوم جمركية يمكن أن يكون له تأثير مخيف".
ودافع مدير صندوق التحوط الملياردير بيل أكمان، عن خطط ترامب بشأن الرسوم الجمركية، وكتب: "للتوضيح، وفقًا لترامب، لن يتم تنفيذ الرسوم الجمركية البالغة 25%، أو إذا تم تنفيذها فسيتم إزالتها، بمجرد أن توقف المكسيك وكندا تدفق المهاجرين غير الشرعيين والفنتانيل إلى الولايات المتحدة".
وأضاف: "بعبارة أخرى، سوف يستخدم ترامب الرسوم الجمركية كسلاح لتحقيق نتائج اقتصادية وسياسية تخدم المصالح الفضلى لأمريكا، وتحقيق سياسته القائمة على مبدأ أمريكا أولا. وهذه طريقة رائعة بالنسبة لترامب لإحداث تغييرات في السياسة الخارجية حتى قبل توليه منصبه".
وخلال حملته الانتخابية الرئاسية، تعهد ترامب بفرض تعريفات جمركية ثابتة تتراوح بين 10 و20% على الدول التي زعم أنها تستغل الولايات المتحدة، رغم أنه لم يذكر الدول التي ستشملها هذه التعريفات، كما اقترح فرض تعريفات جمركية ثابتة بنسبة 60% على السلع الصينية.