قررت مجموعة "جازبروم" الروسية وقف صادراتها إلى مولدوفا بدءًا من العام الجديد، والسبب هو الفواتير غير المدفوعة، فيما أكدت الشركة أنها تحتفظ بالحق في اتخاذ المزيد من التدابير، بما في ذلك إنهاء عقد التسليم.
وأدانت حكومة مولدوفا التصرفات الروسية، واتهم رئيس الوزراء دورين ريسين، روسيا باستخدام الطاقة سلاحًا سياسيًا لزعزعة الاستقرار، ونتيجة لذلك، ستعاني البلاد بأكملها من انقطاع التيار الكهربائي والتدفئة في منتصف فصل الشتاء، في الوقت الذي تدرس مولدوفا الخيارات القانونية، مثل التحكيم الدولي، بحسب صحيفة "دي تسايت" الألمانية.
وتزود روسيا مولدوفا بنحو ملياري متر مكعب من الغاز سنويًا، وبدون توصيلات الغاز، قد تتوقف محطة توليد الكهرباء عن العمل، وقد ينقطع التيار الكهربائي لساعات في مولدوفا، وأعلنت بالفعل حالة الطوارئ.
وأعلنت الحكومة أنها ستتخذ إجراءات بدءًا من يناير لخفض استهلاك الكهرباء بمقدار الثلث على الأقل، وواصلت روسيا حتى الآن توريد الغاز الطبيعي إلى أوروبا عبر أوكرانيا بالإضافة إلى مولدوفا والنمسا والمجر، من بين دول أخرى، ومع ذلك، تنتهي العقود ذات الصلة في 31 ديسمبر 2024، فيما أعلنت أوكرانيا أنها لن تمددها.
وحاولت مولدوفا التفاوض على طرق عبور بديلة للغاز الطبيعي الروسي، لكن روسيا تطالب الجمهورية بسداد ديونها أولًا وتطالب بسداد 709 ملايين دولار، ووفقًا لمولدوفا، تبلغ المبالغ المستحقة 8.6 مليون دولار فقط.
ودائمًا ما تتهم وزارة الخارجية الروسية، حلف شمال الأطلسي (ناتو) بالسعي لتحويل مولدوفا إلى مركز لوجستي لدعم الجيش الأوكراني ومحاولة تقريب بنيته التحتية العسكرية من روسيا.
ووجّهت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الاتهام خلال مؤتمر صحفي أسبوعي قائلة إن غالبية سكان مولدوفا لا يرغبون في الانضمام إلى التحالف العسكري.
واستشهدت بما قالت إنه نقل كبير للأسلحة إلى مولدوفا في الأشهر الأخيرة، وما وصفتها بأنها آراء مؤيدة للغرب من رئيسة مولدوفا مايا ساندو، التي فازت بولاية رئاسية ثانية في انتخابات أكتوبر الماضي.
وتقع مولدوفا بين أوكرانيا ورومانيا، وهي مرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي منذ عام 2022، وفي الانتخابات الرئاسية التي جرت في أكتوبر، أهدرت الرئيسة ذات التوجهات الغربية مايا ساندو الأغلبية المطلقة واضطرت إلى الذهاب إلى انتخابات الإعادة في نوفمبر، والتي خرجت منها فائزة بفارق ضئيل، وخلال الانتخابات، وُجهت مزاعم ضد روسيا بمحاولة التلاعب بالتصويت.
وفي نوفمبر الماضي، أعلنت رئيسة مولدوفا فوزها في الانتخابات الرئاسية التي جرت في ظل مخاوف من تدخل روسي، وقالت في خطاب ألقته بمقر حملتها الانتخابية: "مولدوفا، لقد انتصرتِ! اليوم أيها المولدوفيون الأعزاء، لقد أعطيتم درسًا في الديمقراطية يستحق أن يُدوّن في كتب التاريخ.. اليوم أنقذتم مولدوفا".