هدّد رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو باتخاذ إجراءات انتقامية ضد أوكرانيا حال أوقفت نقل الغاز الروسي إلى سلوفاكيا اعتبارًا من الأول من يناير المقبل.
كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال الأسبوع الماضي إن حكومته "لن تمدد عبور الغاز الروسي" فور انتهاء العقد الحالي في نهاية هذا العام، كما اتهم زيلينسكي رئيس الوزراء السلوفاكي بمساعدة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تمويل حربه في أوكرانيا من خلال شراء الغاز الطبيعي من روسيا.
ومنذ توليه منصبه العام الماضي، برز "فيكو" كمدافع عن بوتين وروسيا داخل الاتحاد الأوروبي، متعهدًا بمنع أوكرانيا من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، ورفض إرسال "رصاصة أخرى" من المساعدات العسكرية الحكومية إلى كييف.
وساعد "فيكو" في كسر العزلة الدولية لروسيا بزيارته إلى بوتين في الثاني والعشرين من ديسمبر الجاري، ووعده بحضور الذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية في موسكو في مايو 2025.
تدابير متبادلة
في مقطع فيديو نُشر على فيسبوك أمس الجمعة، قال فيكو: "بعد الأول من يناير، سننظر في الوضع وإمكانية اتخاذ تدابير متبادلة ضد أوكرانيا".
وأضاف رئيس الوزراء السلوفاكي: "إذا كان ذلك لا مفر منه، فسنوقف إمدادات الكهرباء، التي تحتاجها أوكرانيا بشكل عاجل في حالة فشل الشبكة".
وقال "فيكو" إن نهاية عبور الغاز الروسي سترفع التكاليف على الاتحاد الأوروبي وتضرب قدرة الكتلة التنافسية، مضيفًا أن ذلك من شأنه أيضًا أن يُزيد من أسعار الطاقة في سلوفاكيا.
وهاجم فيكو الزعيم الأوكراني، قائلًا: "لكن من يهتم بسلوفاكيا، أليس كذلك سيد زيلينسكي؟ لكن عندما تحتاج إلى شيء يمنعك من التجمد في الشتاء، فإنك تصرخ من الإحباط".
ورفضت كييف تجديد اتفاقية العبور مع شركة الطاقة الروسية العملاقة "جازبروم"، التي تسمح لموسكو بشحن إمدادات الغاز الطبيعي عبر شبكتها من خطوط الأنابيب إلى دول مثل سلوفاكيا والمجر، وبدلاً من ذلك، عرضت أوكرانيا إنتاجها المحلي من الغاز كبديل لجيرانها.
وتحاول سلوفاكيا والمجر، بقيادة فيكو وفيكتور أوربان الصديقين لروسيا، منذ أشهر إقناع كييف بتجديد اتفاقية الغاز الموقعة بين روسيا وأوكرانيا في عام 2019.
وتزعم الدولتان أن نهاية الاتفاقية من شأنها أن تهدد أمن إمداداتهما وقد تؤدي إلى ارتفاع أسعار الطاقة في أعماق الشتاء، وقد طلبتا من المفوضية الأوروبية دعم جهودهما، واستبعد الاتحاد الأوروبي المساعدة في التفاوض على التمديد.
والتقى فيكو مع بوتين في موسكو في زيارة مفاجئة خلال عطلة عيد الميلاد لمناقشة إمدادات الغاز، ما دفع زيلينسكي إلى اتهام الزعيم السلوفاكي بإضعاف أوروبا من خلال مساعدة خصمه الروسي.
وفي الأسبوع الماضي، قال مستشار كبير لزيلينسكي لصحيفة "بوليتيكو" إن كييف تقدر أن سلوفاكيا تكسب نحو نصف مليار دولار سنويًا من الوصول إلى الغاز الروسي المخفض السعر.