الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مع اقتراب عودة ترامب.. سباق التسلح يحتدم في شرق آسيا

  • مشاركة :
post-title
صورة تعبيرية

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

تشير التوقعات إلى أن سباق التسلح في منطقة آسيا والمحيط الهادئ سيشهد تصعيدًا ملحوظًا هذا العام، حيث تخطط العديد من الحكومات في المنطقة -بما في ذلك حلفاء أمريكا مثل اليابان والفلبين- لزيادة كبيرة في ميزانياتها الدفاعية. ويتمثل الهدف من هذه الزيادات في التصدي للتهديدات الصينية وتغطية المخاوف من السياسات المحتملة للرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب.

اليابان.. زيادة الإنفاق

في خطوة تعكس تصاعد القلق من التهديدات الإقليمية، وافق البرلمان الياباني، الجمعة الماضي، على ميزانية دفاعية قياسية لعام 2025 تبلغ نحو 55 مليار دولار أمريكي.

ويمثل هذا الرقم أعلى زيادة على الإطلاق في الإنفاق الدفاعي الياباني، وهو العام الثالث عشر على التوالي الذي تشهد فيه البلاد ارتفاعًا في ميزانيتها العسكرية. وفي الوقت الذي أبدت فيه الحكومة اليابانية بعض علامات الانفتاح على الصين تحت قيادة رئيس الوزراء شيجيرو إيشيبا، إلا أن المخاوف المتعلقة بارتفاع نفوذ الصين في المنطقة، إضافة إلى تحالفات كوريا الشمالية مع روسيا، لا تزال تدفع الحكومة اليابانية إلى تعزيز قوتها العسكرية.

الفلبين.. تعزيزات دفاعية

أما في الفلبين، فقد وقّع الرئيس فيرديناند ماركوس الابن، الاثنين الماضي، على ميزانية عام 2025 التي تشمل زيادة ضخمة في الإنفاق الدفاعي بنسبة 30%، لتصل إلى نحو 5.4 مليار دولار أمريكي، وهي أعلى من الميزانية العسكرية لعام 2024، حسبما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.

ويأتي هذا القرار في ظل التصعيد المستمر مع الصين في بحر الصين الجنوبي، حيث أكد وزير الميزانية الفلبيني، آمينا بنجاندامان، أن هذه الزيادة تهدف إلى "حماية سيادتنا وسلامة أراضينا" من التهديد الصيني.

عودة ترامب

وبحسب المحللين العسكريين، لا يُمكن إغفال دور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الضغط على حلفاء الولايات المتحدة لزيادة الإنفاق العسكري. فقد دفع ترامب حلفاءه الأوروبيين والآسيويين إلى رفع ميزانياتهم الدفاعية لمواجهة التحديات التي تمثلها روسيا والصين، وهو ما يجد صدى له في قرارات اليابان والفلبين، حسبما ذكرت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست".

ويقول المحلل العسكري الصيني، ني ليشيونج، إن "تأثير استراتيجية ترامب يبدو واضحًا في جميع أنحاء العالم، وقد أثبتت هذه الاستراتيجية فعاليتها في كثير من الأحيان، إذ لم يكن أمام الحلفاء خيار سوى الامتثال لمطالبه".

التحديات الصينية

فيما يتعلق باليابان، يعتبر الخبير في الشؤون الدولية، بينوا هاردي-شارتراند، أن الصين تظل المحرك الرئيسي وراء زيادات الإنفاق الدفاعي في المنطقة، موضحًا أن اليابان لطالما اعتبرت الصين تحديًا أمنيًا رئيسيًا رغم رغبتها في الحفاظ على علاقات مستقرة مع جارتها.

وتتنوع المخاوف اليابانية من نزاعها الإقليمي مع الصين حول جزر سينكاكو في بحر الصين الشرقي، وصولاً إلى تحالف بكين الاستراتيجي المتزايد مع موسكو، بالإضافة إلى مخاوفها من اندلاع نزاع حول تايوان.

وفي المقابل، تُعتبر الفلبين في وضع أكثر تعقيدًا، حيث تشهد توترات بحرية متزايدة مع الصين قد تتحول إلى صراع عسكري مفتوح. وقد عبّرت الصين عن استيائها من خطط الفلبين لشراء أنظمة صواريخ "تايفون" الأمريكية، محذرة من تصعيد إضافي في المنطقة.

استعداد الصين للرد

من جانبها، لم تتجاهل الصين هذه التحركات، حيث حذّر الرئيس الصيني شي جين بينج في خطابه بمناسبة رأس السنة من "الرياح العاتية والمياه المتلاطمة، بل والعواصف الخطيرة" التي تواجهها بلاده. ومن المتوقع أن ترفع الصين ميزانيتها الدفاعية في ظل الضغوط الاقتصادية والعسكرية العالمية، حيث يواصل الجيش الصيني بناء قوة عسكرية عالمية وتعزيز صناعاته الدفاعية.

النتائج المحتملة

مع تسارع التوترات الإقليمية، يحذّر الخبراء من أن سباق التسلح في المنطقة قد يتصاعد إلى مستويات غير مسبوقة. إذ قال المحلل العسكري الصيني ني ليشيونج، إن "كل الأطراف تقوم بتعزيز قدراتها العسكرية والاستعدادات للردع، على الرغم من أن الجميع يفضل تجنب حرب مكلفة".

ومن المتوقع أن تكون المنطقة برمتها، بما في ذلك بحر الصين الجنوبي وآسيا-الهادئ، محورًا رئيسيًا للتنافس العسكري العالمي، وذلك بناءً على السياسات الصينية المستقبلية وكذلك الاستراتيجية الأمريكية في منطقة آسيا.