في ظل التطورات المتسارعة على الساحة العسكرية بدولة الاحتلال، يسعى جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى سد فجوات الهوية الدينية اليهودية المتشددة للحريديم ومتطلبات الخدمة العسكرية.
صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية سلطت الضوء على هذه الخطوة بالكشف عن تفاصيل منصب جديد يجمع بين العقيدة الدينية والمسؤولية العسكرية، في محاولة لضمان تجنيد الحريديم مع الحفاظ على خصوصيتهم الدينية.
خلفية المنصب وأهميته
واستحدث جيش الاحتلال منصب مستشار رئيس الأركان لشؤون الحريديم، ليكون حلقة وصل بين قيادة الجيش وهذه الفئة المتطرفة، إذ يهدف هذا المنصب إلى ضمان التزام الجيش بالاتفاقيات المتعلقة بالخدمة الدينية، كالفصل بين الجنسين والحفاظ على الأجواء الملائمة للعقيدة الحريدية.
ويحمل المنصب طابعًا استراتيجيًا، إذ يتطلب شخصية مؤثرة على مستوى القيادة العامة، برتبة مقدم أو عقيد، وفقًا لصحيفة "يديعوت أحرنوت".
المرشحون الأبرز للمنصب
يعد الحاخام إيلاد تساديكوف من أبرز المرشحين، إذ يجمع بين خلفية عسكرية ودينية، وقبل أن يتحول إلى الحياة الدينية المتطرفة، عمل سابقًا كمدير لجمع تبرعات للحاخام يتسحاق ديفيد غروسمان، وأيضًا تشمل الترشيحات الحاخام رام موشيه ربعد، الذي استقال من جيش الاحتلال بعد خلافات حول سياسات دمج النساء في الاحتفالات العسكرية.
ومن ضمن المرشحين الحاخام دوف بوبارسكي، الذي يعتبر مرشحًا قويًا لهذا المنصب، ويعمل حاليًا كرئيس للمجتمع الحريدي في القدس المحتلة، كذلك يوسي ليفي مدير جمعية "نتساح يهودا"، التي لمحت الولايات المتحدة الأمريكية إلى فرض عقوبات عليها، بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، وأيضًا من المرشحين الحاخام ليور باردا.
وظهرت الحاجة إلى هذا المنصب بسبب شكاوى متكررة من المجندين الحريديم حول انتهاكات التفاهمات الموقعة معهم، يشمل ذلك شكاوى حول بيئة الخدمة، مثل عدم احترام الفصل بين الجنسين.
مَن هم الحريديم؟
وتفرض دولة الاحتلال الإسرائيلي الخدمة العسكرية الإلزامية، لكنها كانت دائمًا تستثني اليهود المتشددين، المعروفين أيضًا باسم الحريديم، إذ يُسمح لهم بمواصلة دراسة التوراة بدوام كامل.
هؤلاء الرجال، كانوا محور نقاش حاد في دولة الاحتلال الإسرائيلي أدى إلى انقسام المجتمع، وبلغ ذروته في وقت سابق من عام 2024، ومن يدخل منهم الجيش يخالف الجدول المعتاد في الجيش، فيبدأ الصباح بالصلاة، ويتوقف التدريب مرتين أخريين خلال اليوم للصلاة؛ ومرة أخرى لكي يقوم الحاخام بتعليم الجنود النصوص الدينية، وعلى النقيض من بقية قوات الدفاع الإسرائيلية لا توجد نساء في الخدمة.
ومع زيادة أعداد السكان الحريديم إلى نحو 12% من مواطني الاحتلال البالغ عددهم 9 ملايين نسمة، يتجنب عشرات الآلاف الآن الخدمة العسكرية ويعيشون على رواتب حكومية.
ولا يقتصر الجدل حول الجنود الحريديم على مجتمع الاحتلال الإسرائيلي، فالكتيبة الأولى من الجنود الحريديم، وهي كتيبة "نيتسح يهودا"، التي تأسست عام 1999، تعمل في الأساس بالضفة الغربية المحتلة، وتورطت على مر السنين في سلسلة من الاعتداء على الفلسطينيين بما في ذلك الضرب العنيف للمعتقلين المقيدين بالأصفاد وحتى مزاعم صعق السجناء بالكهرباء.