بعد انتقادات المتشددين في الدولة العبرية بأنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي هاجم إيران ليلة السبت، وهو الأمر الذي تسبب في موجة واسعة من تدنيس اليوم المقدس، حسب موقع "يديعوت أحرنوت"؛ خرج أحد حاخامات المتشددين من "الحريديم" داعيًا إلى "انتهاك السبت" فيما وصفها بـ"الحرب" ضد تجنيد اليهود المتشددين في الجيش الإسرائيلي.
والسبت في سياق العقيدة اليهودية هو يوم مُخصص للراحة والعبادة، إذ بحسب الإصحاح العشرين من سفر الخروج أتاح الله عز وجل لبني إسرائيل العمل كل أيام الأسبوع عدا السبت، حيث أمرهم بتقديسه والتفرغ فيه لعبادته.
وينتمي الحريديم في إسرائيل إلى أحد الفرق الدينية اليهودية الأربعة (الحسيديم والليتوئيم والساتمار والمتنقيم)، ويعيشون بأسلوب حياة مكرس للدراسة الدينية والتعليم في المدارس الدينية اليهودية.
والخدمة العسكرية إلزامية لمعظم الرجال والنساء اليهود في إسرائيل، لكن الأحزاب الدينية المتشددة والقوية سياسيًا حصلت على إعفاءات لأتباعها لتخطي الخدمة العسكرية للدراسة في المعاهد الدينية. وكانت هذه الفرق تعتمد على إعفائها من التجنيد بسبب تفضيلها لتعليم الدين اليهودي والتفرغ لحياة الصلاة المنتظمة.
انقسام واشتباك
في تقرير نشرته صحيفة "حافيلس"، اليوم الجمعة، للحاخام عزرئيل أورباخ، شقيق الحاخام المتطرف شموئيل أورباخ، الذي أسس "فصيل القدس" اليهودي الأرثوذوكسي المتطرف المعروف بـ"هيئة الأمر بالمعروف الإسرائيلية"، وصف معارضة تجنيد المتشددين في جيش الاحتلال بأنها "حرب مقدسة".
وقال: "يجوز تدنيس يوم السبت من أجل إنقاذ اليهود من الإبادة.. والويل لنا أننا وصلنا إلى حالة نصنع فيها الانقسام، ونستعد لتسليم من لا يملك تعاليمه إلى الدمار".
وبحسب الصحيفة، قال "أورباخ" في اجتماع عُقِد في حي "بيت فاجان" بالقدس المحتلة: "نحن في وضع رهيب.. هناك صمت مدوٍ هنا.. الجميع يعلم أن هدفهم كله (يقصد حكومة بنيامين نتنياهو) هو وضعنا مع العلمانيين واقتلاع جميع حفظة التوراة والوصايا، ولا داعي للحديث عمّن يريد إخراجنا من هنا.. ونحن نأمل ونثق في أنهم لن يتمكنوا من اقتلاعنا".
ونُقل عن أورباخ إشارته إلى أن "إجراء مثل هذا "التقسيم" الذي سيُسمح بأخذ شخص لم يتم تعزيز توراته إلى بيئة تدنس التوراة بأكملها، حيث حظر السبت والعزوبة لا شيء".
وكانت مدينة القدس المحتلة شهدت أمس الخميس احتجاجات لليهود المتشددين من "الحريديم" على قرار تجنيدهم للخدمة العسكرية. وتخلل الاحتجاجات المتصاعدة اشتباكات، حسبما نقلتها شاشة قناة "القاهرة الإخبارية"، بين الشرطة الإسرائيلية والعشرات من المحتجين، خلال احتجاج على أمر المحكمة العليا ببدء تجنيدهم للخدمة العسكرية.
وخلال التظاهرة، هتف المتظاهرون "الحريديم" بعبارات مناهضة للتجنيد، مثل: "سنموت ولن نُجنَّد".
وقالت القناة 12 العبرية إن إسرائيليين نظموا مسيرة ضد تجنيدهم قِبالة مكتب التجنيد في القدس المحتلة، مشيرًة إلى أنهم رفعوا لافتة كبيرة كتب عليها "إما الحريديم أو الجيش". كما تم توزيع منشورات كتب فيها "لا مجال للتسويات والتنازلات".