خرج مئات المتظاهرين من الحريديم، صباح اليوم الأربعاء، إلى الشوارع المحيطة بمكتب التجنيد في القدس المحتلة لمحاولة عرقلة وصول الدفعة الأولى من الشباب الأرثوذكسي المتطرف، الذين تلقوا أوامر التجنيد، وذلك بالقرب من الأحياء التي تسكنها مجتمعات يهودية متطرفة.
وردد المتظاهرون شعارات متطرفة ضد حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والشرطة وجيش الاحتلال، بينما أطلقوا على رجال الشرطة اسم "النازيين"، وحاولوا إسقاط حواجز الشرطة؛ فيما اُعتقل بعضهم على أيدي الشرطة التي استخدمت الهراوات ووسائل تفريق المظاهرات، حسبما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت".
وحاول المتظاهرون تجاوز حصار الشرطة، وحدثت اشتباكات بين بعض الحريديم ومتظاهرين يطالبون بتجنيدهم في الجيش؛ كما قام المتظاهرون بإغلاق طريق القطار الخفيف. وبعد إخلاء المكان بالقوة، حاولوا العودة وعرقلة حركة القطارات مرة أخرى، وتصدوا لقوات الشرطة.
شغب وعنف
نقلت "يديعوت أحرونوت" عن حاخام جاء مع طلابه إلى المظاهرة: "التجنيد في الجيش ممنوع. هناك مخالفات خطيرة للغاية فيه. كيف يمكن أن نثق في الجيش؟ لقد جاؤوا في جبل ميرون وقتلوا الناس مثل الألمان".
وقال متظاهر آخر لموقع "واي نت"، إنه في نظره "لا ينبغي لأحد أن يساعد الدولة، فهم ليسوا شعب إسرائيل. دعونا نأمل أن يتم إلغاء الدولة قريبًا".
وردًا على المتظاهرين، قالت الشرطة الإسرائيلية: "في أعقاب الاحتجاج بالقرب من مكتب التجنيد في القدس، تواصل قوات الشرطة والأمن المنتشرة هناك وفي مكان قريب العمل للحفاظ على القانون والنظام، وذلك بعد أن أعلن ضابط شرطة في وقت سابق أن هذا احتجاج غير قانوني في أعقاب اضطرابات في المكان. حاول العشرات من مثيري الشغب اختراق حصار الشرطة في الشارع المجاور لمكتب التجنيد، أثناء مواجهتهم للشرطة، وإلقاء زجاجات المياه على رجال الشرطة وفرسان الشرطة".
وأضاف بيان شرطة الاحتلال، إن قوات الشرطة ومكافحة الشغب "قامت بالتصرف واستخدام وسائل مختلفة لصدهم واستعادة النظام. وفي الوقت نفسه، تم حتى الآن اعتقال 7 مشتبه بهم بتهمة السلوك غير المنضبط والاعتداء على ضباط الشرطة، كما بدأت عملية تحقيق في قضية عنف بين أحد المارة وشخص آخر، تم خلالها الاعتداء على أحد المشاركين في الوقفة الاحتجاجية ومخالفة النظام".
مظاهرات الحريديم
في الأسابيع الأخيرة، جرت عدة مظاهرات حول مكاتب التجنيد في تل هشومير وطبريا ومخيم ألون. وفي احتجاج في الشمال، تم اعتقال 12 من اليهود المتشددين بعد اشتباكاتهم مع الشرطة، وقالت منظمة "إنقاذ عالم التوراة"، التي تنظم الاحتجاجات ضد التجنيد في جيش الاحتلال الإسرائيلي: "حاولت الشرطة منع آلاف المتظاهرين الذين يتوافدون على مكتب التجنيد في طبريا من الوصول والمشاركة في مظاهرة، واستخدام القوة ضد القانون، وإيقاف الحافلات على الطرق المؤدية إلى طبريا. نحذر من أنه إذا لم تمنح الشرطة الحق القانوني في التظاهر أمام بوابات مكتب التجنيد، فإن مئات الحافلات ستتوقف رحلاتها الآن، وسيوقف آلاف المتظاهرين حركة المركبات في جميع أنحاء البلاد في عدد كبير من التظاهرات".