أعادت تصريحات متتالية لحاخام إسرائيلي متشدد، يرفض تجنيد طلاب المدارس الدينية بصفوف جيش الاحتلال، أزمة تجنيد الحريديم إلى الساحة مرة أخرى، وتسبب في غضب الحكومة والمعارضة على حد سواء، إذ أدانوا عباراته ووصفوها بأنها تمسُّ الأمن القومي للدولة العبرية.
وفقًا لموقع "تايمز أوف إسرائيل"، قال الحاخام الأكبر السابق في دولة الاحتلال الإسرائيلي، يتسحاق يوسف، اليوم الأحد، إنه "حتى العاطلون عن العمل من الحريديم لا يُسمح لهم بالذهاب إلى الجيش".
ومن جهته، أدان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تصريح "يوسف"، وقال في بيانٍ: "تصريحات الحاخام الأكبر السابق يتسحاق يوسف مرفوضة"، مضيفًا أن أي موقف يدعو لرفض الخدمة العسكرية غير مقبول.
وذكر البيان: "لن نقبل تعبيرات العصيان من أي جانب"، في إشارة إلى تصريح المدعي العام السابق موشيه لادور، الليلة الماضية، بأنَّ طياري سلاح الجو الإسرائيلي يجب أن يتوقفوا عن التطوع للخدمة الاحتياطية إذا أحيت الحكومة إصلاحها القضائي المثير للجدل، إذ أشار وزير العدل ياريف ليفين إلى أنه ينوي القيام بذلك.
كما أثارت تعليقات الحاخام، انتقادات شديدة من المعارضة، وصرح زعيم المعارضة يائير لابيد، بأن "تصريحات الحاخام الأكبر السابق بشأن التهرب من الخدمة بالجيش تستحق الإدانة من كل الأطياف السياسية".
وأضاف: "الدعوة إلى التهرب من الخدمة العسكرية أثناء الحرب، وخاصة من قبل شخص كان موظفًا حكوميًا، تتعدى خطًا أحمر يعرض الديمقراطية للخطر ويقوض المستقبل".
كما انتقد زعيم حزب "معسكر الدولة" الإسرائيلي بيني جانتس، ورئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيجدور ليبرمان تصريحات الحاخام الأكبر السابق، وصرحا على التوالي بأن "الدعوات إلى التهرب باطلة وخطيرة وغير شرعية" وأن مثل هذا الخطاب يشكل "مساسًا خطيرًا بوحدة الشعب".
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يحثُّ فيها الحاخام الإسرائيلي الحريديم على عصيان أوامر التجنيد.
في وقت سابق من الشهر الجاري، قال "يوسف"، لطلاب المدارس الدينية، إنه يتعين عليهم أن يأخذوا مسودات الأوامر المرسلة إليهم من الجيش الإسرائيلي وأن يمزقوها ويرموها في المراحيض".
وأضاف: "إذا وصلت مسودة أمر، قم بتمزيقها.. هل لديك مرحاض في المنزل؟ اسكب عليه الماء".
والشهر الماضي، تظاهر الآلاف من الحريديم في تل أبيب، احتجاجًا على رفض التجنيد الإجباري، وتعرضوا لاعتداء الشرطة الإسرائيلية أثناء احتجاجهم.
ينتمي الحريديم في إسرائيل إلى أحد الفرق الدينية اليهودية الأربعة (الحسيديم والليتوئيم والساتمار والمتنقيم)، ويشكلون نحو 13% من سكان إسرائيل، ويعيشون بأسلوب حياة مكرس للدراسة الدينية والتعليم في المدارس الدينية اليهودية.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنه يعتزم إصدار 7 آلاف أمر تجنيد إضافي لليهود الأرثوذكس المتشددين (الحريديم) اعتبارًا من الأسبوع المقبل، على الرغم من إقالة وزير الدفاع السابق يوآف جالانت الذي أمر بإصدارها.
وكشف استطلاع رأي بشأن إعادة التجنيد في جيش الاحتلال، نشره التليفزيون الإسرائيلي في وقت سابق، أن عن أن 98% من العائلات القوات الإسرائيلية أبلغت عن ضرر نفسي أو عقلي نتيجة الخدمة الاحتياطية.
كما أبلغ 77% من عائلات المقاتلين عن ضرر في التحفيز بسبب مشروع القانون أو قانون المهاجع (القانون الذي يحد من عملية التجنيد للحريديم).
وفي المقابل، تقاوم القيادة الدينية والسياسية الحريدية بشدة أي جهد لتجنيد الشباب.
ودفع شركاء نتنياهو المتدينون في الائتلاف نحو تمرير قانون ينظم الإعفاءات العسكرية لطلاب المدارس الدينية وغيرهم من أفراد مجتمع الحريديم، بعد أن قضت المحكمة العليا في يونيو بأن الإعفاءات -التي كانت قائمة لعقود من الزمن- غير قانونية.