لا تزال الوكالات الأمريكية الوطنية، تجمع الخسائر الناجمة عن الكوارث البيئية التي شهدتها الولايات المتحدة خلال 2024، حيث وصل تقدير الأضرار التي تقدر بمليارات الدولارات إلى مستوى غير مسبوق.
وكل عام تقوم الإدارة الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي بتتبع الكوارث التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات في الولايات المتحدة، التي تشمل الجفاف وحرائق الغابات والأعاصير والفيضانات وموجات الحر والعواصف الشتوية والعواصف الشديدة.
الأكثر تأثيرًا
وبحسب البيانات الجديدة، التي نشرتها شبكة "إي بي سي نيوز"، شهدت أمريكا ارتفاعًا كبيرًا في عدد الأحداث المناخية والجوية، حيث كان المتوسط السنوي منذ عام 1980 يصل من 5 إلى 8 أحداث كارثية، لكن خلال السنوات الخمس الماضية، كان متوسط الكوارث يصل من 4 إلى 20 حدثًا.
وكانت الأعاصير هي الكوارث الأكثر تأثيرًا على الاقتصاد الأمريكي في عام 2024، وحتى الأول من نوفمبر الماضي كان هناك 24 كارثة مؤكدة تتعلق بالطقس أو المناخ بلغت خسائرها أكثر من مليار دولار.
وتشمل الكوارث التي بلغت قيمتها مليار دولار 17 عاصفة شديدة، وأربعة أعاصير مدارية، وحادثة حرائق غابات واحدة، وعاصفتين شتويتين، ووفقًا لإدارة المحيطات، أسفرت الكوارث مجتمعة عن مقتل 418 شخصًا على الأقل.
مفاجأة هيلين
كان الإعصار هيلين، أحد أهم تلك الأحداث الكارثية، حيث ضرب منطقة بيج بيند بولاية فلوريدا كعاصفة من الفئة الرابعة، ما أدى إلى ارتفاع الأمواج إلى 15 قدمًا قبل أن يتسبب في أضرار في جورجيا وغرب كارولينا الشمالية وشرق تينيسي وجنوب غرب فرجينيا.
كما تسبب "هيلين" في حدوث فيضانات مفاجئة كارثية فور وصوله إلى منطقة الجبال في كارولينا الشمالية، وأسفر عن مقتل 225 شخصًا بسبب شدتها بخلاف الخسائر الهائلة ولا يزال تحديد الأضرار لم يكتمل بعد.
إعصار ميلتون
ولم تكن تلك المناطق قد تعافت بعد من "هيلين"، عندما ضربها مرة أخرى إعصار ميلتون في أكتوبر الماضي، وتسبب في ظهور العشرات من الأعاصير ما أدى إلى إتلاف المنازل والمركبات التجارية والبنية التحتية الأخرى.
وتوفي بسبب "ميلتون" 24 شخصًا، وقالت الوكالة إنه على الرغم من أن حجم الأضرار الناجمة عن إعصاري "هيلين" و"ميلتون" مجتمعين لا يزال قيد التقييم، إلا أنها رجّحت أن تتجاوز الخسائر 100 مليار دولار.
أضرار واسعة
أيضًا ضرب الإعصار "ديبي" اليابسة بولاية فلوريدا في أغسطس الماضي، حيث تحرك على طول الساحل الشرقي، حاملًا معه أمطارًا غزيرة وفيضانات مفاجئة وفيضانات في الأنهار ورياحًا قوية إلى عدة ولايات.
كما ضرب الإعصار "بيريل" اليابسة في تكساس خلال يوليو الماضي، وتسبب في أضرار واسعة النطاق بسبب الرياح العاتية وانقطاعات كبيرة للتيار الكهربائي عن ملايين الأشخاص لعدة أيام، ونتج عنه أكثر من 50 إعصارًا.
وتشير التقديرات إلى أن إعصار "ديبي" تسبّب في أضرار تقدر بـ2.5 مليار دولار، في حين تشير التقديرات إلى أن إعصار "بيريل" تسبب في أضرار تقدر بـ7.2 مليار دولار، وفقًا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي.
حرائق الغابات
وشهدت مناطق وسط وشرق الولايات المتحدة اندلاع أكثر من 79 إعصارًا تطورت في الفترة ما بين 13 و16 يوليو الماضي، وحطمت الرقم القياسي لمنطقة شيكاجو لأكبر عدد من الأعاصير في يوم واحد، وسُجلت أضرار جسيمة في المنازل والشركات، التي قُدّرت تكلفتها بنحو 2.4 مليار دولار.
وتسببت حرائق الغابات المتعددة في إتلاف المنازل والمركبات والشركات والزراعة والبنية التحتية الأخرى في عدة ولايات وتعدت خسائرها عدة مليارات من الدولارات، حيث كانت الرياح القوية أهم سبب في انتشار الحرائق.