الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مفقودون وخسائر بالملايين.. آثار مدمرة لإعصار هيلين بجنوب شرق أمريكا

  • مشاركة :
post-title
الإعصار "هيلين" يخلف دمار كبير- الولايات المتحدة الأمريكية

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

لا تزال طواقم الإنقاذ في أجزاء من جنوب شرق الولايات المتحدة تبحث عن المفقودين لليوم الثامن، منذ أن ضرب إعصار هيلين اليابسة في فلوريدا.

وأصبح "هيلين" أعنف إعصار في البر الرئيسي في الولايات المتحدة، منذ إعصار كاترينا في عام 2005.

ويتوقع أن يرتفع عدد القتلى، بعد أن تجاوز 200 شخص أمس الخميس، في حين أدى حجم الدمار الهائل الناجم عن الرياح والفيضانات إلى إبطاء الجهود الرامية إلى العثور على المفقودين، وكذلك إيصال الإمدادات إلى المجتمعات التي تقطعت بها السبل واستعادة الطاقة بعد انقطاعها عن أكثر من 700 ألف شخص.

وأبلغ المسؤولون عن 215 حالة وفاة على الأقل في ست ولايات نتيجة لإعصار هيلين، وحذروا من أنه سيتم العثور على المزيد من القتلى في الأيام والأسابيع المقبلة مع استمرار جهود التعافي وسط دمار مروع لحق ببلدات بأكملها والطرق والبنية الأساسية الحيوية، مع إرهاق طواقم الإنقاذ والمتطوعين.

وفي وقت سابق من اليوم الجمعة، انخفض عدد حالات انقطاع التيار الكهربائي في المنطقة الجنوبية الشرقية للولايات المتحدة إلى أقل من مليون حالة لأول مرة منذ العاصفة. ومع ذلك، ظل أكثر من 250 ألف شخص في ساوث كارولينا بدون كهرباء حتى صباح يوم الجمعة، وفقًا لموقع poweroutage.us، بالإضافة إلى أكثر من 230 ألفًا في نورث كارولينا، وأكثر من 200 ألف في جورجيا، و13 ألفًا في فرجينيا و10 آلاف في فلوريدا.

وكانت ولاية كارولينا الشمالية هي الأكثر تضررًا، إذ سجلت نحو نصف الوفيات المبلغ عنها هناك.

وحتى أمس الخميس، ارتفع عدد القتلى في غرب كارولينا الشمالية إلى 108 أشخاص، وفقًا لصحيفة "آشفيل سيتيزن تايم".

وفي بعض أجزاء الولاية، مثل مقاطعة بونكومب وغيرها من المجتمعات الجبلية، أصبح السكان والمجتمعات معزولة بسبب الطرق التي غمرتها المياه أو تحطمت، إلى جانب الانهيارات الطينية، والأشجار المتساقطة وكميات هائلة من الحطام، والمنازل المدمرة، وقلة أو انعدام خدمة الهاتف المحمول، أو اتصالات الإنترنت والكهرباء.

ويستخدم المتطوعون البغال في بعض الحالات للمساعدة في توصيل الإمدادات وإنقاذ الضحايا العالقين، بدعم من جمع التبرعات من أماكن بعيدة عن المنطقة.

وفي دائرة واسعة حول مدينة أشيفيل، في مجتمعات جبلية صغيرة، يُعتقد أن الآلاف لا يزالون معزولين، حيث لم يتمكن المسؤولون من إعطاء إحصائية عن عدد الأشخاص الذين يُقدر أنهم لا يزالون محاصرين بينما تسعى السلطات المحلية والفيدرالية للوصول إليهم.

وذكرت وكالة "رويترز" أن عشرات الآلاف من السكان في الولاية كانوا بدون مياه جارية هذا الأسبوع.

والثلاثاء الماضي، أصدرت الولاية تحذيرات بغلي الماء وقالت إن 27 محطة مياه مغلقة ولا تنتج المياه.

وقال كوينتين ميلر، عمدة مقاطعة بونكومب، أمس الخميس في مؤتمر صحفي: "نعلم أن هذه أوقات عصيبة، لكن يرجى العلم أننا قادمون لإنقاذ العالقين".

وشهدت المقاطعة وحدها بالفعل إعلان وفاة 72 شخصًا، ويقدر المسؤولون أن ما لا يقل عن 200 شخص لا يزالون في عداد المفقودين، مع فقدان البنية التحتية للاتصالات مما يعوق الجهود بشكل كبير.

وقال جيسون لونج، رئيس فرقة الإنقاذ التطوعية في مقاطعة أليجاني بولاية نورث كارولينا، لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية، إنه لم ير قط شيئًا مثل الدمار الذي أحدثه إعصار هيلين في مجتمعه، ووصفه بأنه "كارثي".

وأضاف: "نتوقع خسائر تقدر بمئات الملايين، إن لم يكن المليارات من الدولارات.. الناس فقدوا منازلهم ومزارعهم ومواشيهم وأبقارهم ومعداتهم وأعمالهم، فضلاً عن أحبائهم.. سيكون الأمر صعب لإعادة الإعمار".

وضرب الإعصار "هيلين" منطقة بيج بيند بولاية فلوريدا الخميس الماضي كإعصار من الفئة الرابعة، ثم تحولت إلى عاصفة استوائية وسافرت شمالاً عبر جورجيا وكارولينا وتينيسي وفيرجينيا، مما تسبب في هطول أمطار غزيرة ورياح قوية وفيضانات مدمرة وطرق غارقة وانقطاعات شديدة في الكهرباء وخدمة الهاتف المحمول.