في خطوة لافتة على الساحة السياسية الإسرائيلية، يخضع رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو لجراحة استئصال البروستاتا اليوم الأحد، تحت التخدير الكامل، بعد تشخيص إصابته في الأيام الأخيرة بعدوى في المسالك البولية بسبب تضخم البروستاتا الحميد.
أثارت هذه الجراحة تساؤلات حول الترتيبات المؤقتة في القيادة وتأجيل محاكماته الجارية، صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية سلّطت الضوء على تفاصيل هذا الحدث وأبعاده السياسية.
جراحة وترتيبات مؤقتة
وفقًا لبيان صادر عن محامي نتنياهو، سيتم إجراء الجراحة في مستشفى هداسا عين كارم بالقدس، وتحديدًا في مجمع تحت الأرض مُجهز بأحدث التقنيات، سيترأس فريق الجراحة أطباء تم اختيارهم بعناية بفضل خبرتهم الواسعة في هذا المجال.
يتولى وزير العدل ياريف ليفين مهام رئيس الوزراء مؤقتًا أثناء الجراحة، بينما سيكون وزير الدفاع يسرائيل كاتس مسؤولاً عن إدارة مجلس الوزراء، ومن المتوقع أن يبقى نتنياهو في المستشفى لعدة أيام بعد الجراحة لتلقي الرعاية الطبية اللازمة.
أبعاد سياسية للجراحة
الجراحة تأتي في وقت حساس بالنسبة لنتنياهو، حيث وافقت المحكمة المركزية في القدس على طلب فريق دفاعه تأجيل جلسات الاستماع المقررة هذا الأسبوع ضمن محاكمته. كانت الجلسة التالية مقررة يوم 6 يناير 2025، ما يمنح نتنياهو وقتًا للتعافي.
من جانب آخر، يبدو أن نتنياهو لن يحضر حفل تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد في 21 يناير المقبل، وأوضحت مصادر قريبة منه أن القرار يرجع لسببين: ضرورة التعافي من الجراحة وقرار الولايات المتحدة بعدم دعوة زعماء أجانب لحفل التنصيب.
تفاصيل الحالة الصحية السابقة
خضع نتنياهو لعدد من الإجراءات الطبية خلال السنوات الأخيرة، بما في ذلك زراعة جهاز تنظيم ضربات القلب في يوليو الماضي، جاء ذلك بعد تسجيل إشارات غير طبيعية من جهاز مراقبة القلب الخاص به، كما أجرى في أبريل الماضي جراحة لعلاج فتق.
في التقرير الصحي الأخير الصادر عن مكتبه في ديسمبر 2023، أشير إلى أن حالة نتنياهو الصحية مستقرة وأنه يتبع نظام حياة صحيًا، ومع ذلك، تعرض مكتب نتنياهو لانتقادات بسبب نقص الشفافية بشأن تفاصيل حالته الصحية مقارنةً بزعماء عالميين آخرين.
جدل سياسي كبير
إلى جانب الجوانب الطبية، تأتي هذه الجراحة وسط جدل سياسي كبير يحيط بحكومة نتنياهو وبرنامجه القضائي، وقد تؤدي فترة التعافي هذه إلى تأخير قرارات مهمة على المستوى الداخلي والخارجي، بما في ذلك استراتيجيات التعامل مع الأزمات القضائية التي يواجهها.
بين التحديات الصحية والمعارك القضائية، يواجه بنيامين نتنياهو فترة حرجة في حياته المهنية والشخصية. وبينما تظل الجراحة إجراءً طبيًا بسيطًا نسبيًا، فإن تداعياتها على المشهد السياسي الإسرائيلي قد تكون عميقة، ما يفتح باب التساؤلات حول مستقبل القيادة في إسرائيل.