في مشهد سياسي مليء بالوعود والتعهدات الجريئة، أطلّ الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب وألقى كلمة أمام أنصاره في مهرجان "أمريكا فيست" الذي تنظمه مؤسسة "تيرنينج بوينت يو إس إيه" في أريزونا، بخطاب دام 90 دقيقة، استعرض فيه رؤيته المستقبلية للولايات المتحدة.
بأسلوبه المعهود، قدّم ترامب خليطًا من الادعاءات المثيرة، والوعود الانتخابية، والهجمات الحادة على خصومه السياسيين. خطابه هذا لم يكن مجرد كلمات، بل رسم طريقًا واضحًا لولايته القادمة، كان أبرز نقاطه هو أنه سيوجه الجيش لإنشاء منظومة القبة الحديدية لحماية سماء الولايات المتحدة.
وكرر الرئيس المنتخب بعض من شعاراته التي قالها خلال حملته الإنتخابية كان على رأسها أن أحداث 7 أكتوبر والحرب الروسية الأوكرانية لم تكن لتحدث لو كان رئيسا للولايات المتحدة.
إغلاق الحدود والترحيل الجماعي
أكد ترامب في خطابه التزامه بقضايا الهجرة والحدود، واعدًا باتخاذ خطوات حاسمة في أول يوم من ولايته. وحسب "نيويورك تايمز" الأمريكية، فقد زعم دون دليل أن دولًا أخرى "تُفرغ مصحاتها العقلية وسجونها" في الولايات المتحدة.
وتعهّد ترامب بتوقيع أوامر تنفيذية لإغلاق الحدود وبدء "أكبر عملية ترحيل في تاريخ أمريكا". كما أعلن عن تصنيف عصابات المخدرات المكسيكية كمنظمات إرهابية وتعهد بتفكيكها بالكامل.
قضايا التنوع والجندر
هاجم ترامب بشدة برامج التنوع والمساواة والإدماج في المؤسسات، متعهدًا بإلغائها لأنها "تناقض نظام الجدارة". كما ركّز بشكل خاص على قضايا الأشخاص المتحولين جنسيًا، واعدًا بإلغاء المبادرات التي تتيح العمليات الجراحية لتأكيد الجنس ومنع الرجال من المشاركة في الرياضات النسائية.
وأثارت هذه الوعود تصفيقًا حادًا من الجمهور المحافظ، الذي رحب بتوجهاته الحادة ضد "الاستيقاظ الثقافي".
قناة بنما
عاد ترامب إلى التاريخ لاستحضار قضية قناة بنما، معتبرًا أن الاتفاقية التي أعادت السيطرة على القناة إلى بنما كانت "غباءً". ووصف الرسوم التي تفرضها بنما على الشحن الأمريكي بأنها "غير عادلة"، متعهدًا بإيقافها أو المطالبة بإعادة القناة للسيطرة الأمريكية. تصريحاته أثارت تساؤلات حول مدى واقعية تنفيذ مثل هذه التعهدات في ظل المعاهدات الدولية القائمة.
إشادة بإيلون ماسك
في سياق خطابه، أشاد ترامب بالملياردير إيلون ماسك، الذي اختاره لإدارة وزارة جديدة للكفاءة الحكومية. وأشار إلى أن "ماسك" يتمتع بذكاء فريد ومهارات قيادية، لكنه نفى المزاعم التي أشارت إلى احتمال ترشح ماسك للرئاسة، مؤكدًا أنه غير مؤهل لهذا المنصب لأنه لم يولد في الولايات المتحدة.
استعادة الماضي وبناء المستقبل
لم يكن خطاب ترامب الأول أمام منظمة "Turning Point"، لكنه حمل نغمة استعادة الماضي، خاصة خطابه في عام 2015 عندما بدأ حملته الرئاسية الأولى. وبرؤية جديدة، وعد ببدء "عصر ذهبي جديد" يعيد لأمريكا عظمتها.
وحسب "نيويورك تايمز" يعكس خطاب ترامب في مؤتمر المحافظين ملامح برنامجه السياسي لولايته الثانية، مع تركيز واضح على قضايا الهجرة، الهوية الوطنية، والسيادة الأمريكية.
وبينما ينقسم الرأي العام حول جدوى وفعالية هذه الوعود، يبقى ترامب شخصية محورية تستمر في إثارة الجدل وتحفيز النقاش حول مستقبل الولايات المتحدة.