يريد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب من دول حلف شمال الأطلسي "الناتو" زيادة إنفاقها الدفاعي إلى أكثر من ضعف الهدف الحالي، لتصل إلى 5%؛ حسبما ذكرت تقارير لصحيفتي "فايننشال تايمز" و"التليجراف".
وبحسب التقارير، أبلغ فريق ترامب مسؤولين أوروبيين أن الرئيس الأمريكي المنتخب يتوقع من حلفاء الناتو زيادة إنفاقهم الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي الوطني بعد تنصيبه في 20 يناير المقبل، وهو أكثر من ضعف هدف التحالف الحالي البالغ 2%.
ومن بين الدول الأعضاء في حلف الأطلسي، لم يحقق سوى 23 دولة هدف التحالف للإنفاق البالغ 2%، بما في ذلك أقرب حلفاء أمريكا، المملكة المتحدة.
أيضًا، أشارت التقارير إلى أن فريق ترامب قال إن الإدارة الأمريكية القادمة ستواصل دعم أوكرانيا؛ بعد أن أدى انتخابه إلى إثارة القلق في أوروبا بشأن مستقبل دعم الولايات المتحدة لكييف، في أعقاب انتقاد ترامب ونائبه جي دي فانس -خلال حملته الرئاسية- إدارة بايدن لإنفاقها مليارات الدولارات على المساعدات العسكرية لكييف.
استغلال أمريكا
ذكرت "فايننشال تايمز" أن ترامب قال إنه سيكون مستعدًا لمواصلة الدفاع عن أوكرانيا، على الرغم من قوله لأنصاره خلال حملته الانتخابية إنه "يفضل إنهاء الحرب في يوم واحد" ووقف تدفق الأسلحة من الولايات المتحدة.
وخلال فترة ولايته الأولى، اقترح ترامب بالفعل أن على أعضاء الناتو زيادة إنفاقهم الدفاعي إلى 4% من الناتج المحلي الإجمالي.
وأظهر تقرير صادر عن الناتو في يونيو الماضي، أن 23 دولة عضوًا من أصل 32 دولة حققت هدف الحلف المتمثل في 2% من الإنفاق الدفاعي.
وفي مقابلة مع شبكة NBC الأمريكية في الثامن من ديسمبر، قال ترامب إن واشنطن ستبقى "بشكل مطلق" في حلف شمال الأطلسي "إذا دفع حلفاؤنا فواتيرهم"، وأنه "لن يواجه أي مشكلة في الانسحاب إذا لم يكن الأمر كذلك".
وخلال حملته الرئاسية، اتهم ترامب الحلفاء مرارًا وتكرارًا بـ"استغلال الإنفاق الدفاعي الأمريكي". ووصف حلفاؤه الحرب في أوكرانيا بأنها "مشكلة أوروبية"، ودعوا الولايات المتحدة إلى التركيز على التهديد الذي تشكله الصين في المحيط الهادئ؛ كما أشارت "التليجراف".
عقلية الحرب
وفق النسخة الأوروبية لـ"بوليتيكو"، انحاز الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته جزئيًا إلى ترامب في هذه القضية. وقال "روته" خلال قمة المجموعة السياسية الأوروبية في بودابست الشهر الماضي: "سيتعين علينا إنفاق المزيد. سيكون ذلك أكثر بكثير من 2%. أنا واضح بشأن ذلك".
وقال "روته" في وقت لاحق عقب تقارير تفيد بأن حلف شمال الأطلسي سيحدد هدف إنفاق جديد بنسبة 3% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030: "لقد حان الوقت للتحول إلى عقلية الحرب".
وقال مصدر عسكري كبير للصحيفة إن ترامب "سيسعى للحصول على نسبة 5%، لكنه سيقبل بنسبة 3.5%" في المفاوضات بشأن الإنفاق بمجرد توليه منصبه".
وتلفت الصحيفة البريطانية إلى أن نسبة الـ3.5% بدورها من شأنها أن تكّلف حلفاء واشنطن مئات المليارات، وتجبر أعضاء حلف شمال الأطلسي على تقديم تضحيات في الميزانيات المحلية.
وبحسب "فايننشال تايمز"، فإن فريق ترامب يقول لحلفائه إنه يتعين عليهم إنفاق المزيد على الدفاع، أو مواجهة حواجز تجارية أعلى مع الولايات المتحدة. حيث هدد الرئيس المنتخب بفرض تعريفات جمركية شاملة تصل إلى 20%، لكنه قد يخفّض هذا الرقم إذا وافق القادة الأجانب على مطالبه.