توصل الكونجرس إلى اتفاق في اللحظة الأخيرة لتجنب إغلاق الحكومة خلال العطلات، لكن ما حدث من شدٍّ وجذب حول مشروع قانون التمويل، الأسبوع الماضي، ينذر بالفوضى التشريعية التي تنتظر واشنطن في الإدارة الثانية للرئيس المنتخب دونالد ترامب، وفق ما ذكرت شبكة" إن بي سي نيوز" الأمريكية.
مشروع قانون التمويل يُبقي الحكومة مفتوحة حتى 14 مارس، ورغم أن الجمهوريين سوف يسيطرون على البيت الأبيض ومجلس النواب ومجلس الشيوخ، فإنهم سوف يحتاجون مرة أخرى إلى أصوات الديمقراطيين لوقف الإغلاق في أقل من ثلاثة أشهر.
وعلاوة على ذلك، رفض الكونجرس طلب ترامب بتمديد سقف الديون أو إلغائه لإزالته من على كاهله في العام المقبل.
والأربعاء الماضي، هدد ترامب بتحدي "أي جمهوري" يصوت لصالح تمويل الحكومة دون التعامل مع سقف الدين، في الانتخابات التمهيدية لكن 170 جمهوريًا في مجلس النواب فعلوا ذلك يوم الجمعة.
وتلقي اضطرابات الأسبوع الماضي الضوء على الفوضى التشريعية التي تنتظر واشنطن في إدارة ترامب الثانية، في الوقت الذي يواجه فيه الرئيس القادم مجموعة واسعة من المواعيد النهائية والطموحات الكبرى.
ونقلت "إن بي سي نيوز" عن السيناتور رون جونسون، جمهوري من ويسكونسن، أنّ الجمهوريين ارتكبوا خطأ بتأجيل التمويل إلى 14 مارس، وكان ينبغي عليهم بدلًا من ذلك الموافقة على مشروع قانون مؤقت حتى نهاية سبتمبر المقبل لإخلاء طريقهم لأجندة ترامب. وقال عن الموعد النهائي الجديد: "أعتقد أن هذا أمر غبي إلى حد ما.. لا تطلبوا مني أن أشرح أو أدافع عن هذا الخلل".
من جهته، قال أندي بار، النائب عن ولاية كنتاكي، إنّ "الدرس" الذي تعلمناه خلال الأيام القليلة الماضية هو: "الوحدة هي قوتنا. والانقسام هو عدو القضية المحافظة"، ونصح "بار" ترامب وفريقه بتجنب مثل هذا الوضع في المستقبل من خلال تقديم المطالب التشريعية "في وقت مبكر" حتى يتمكن الحزب الجمهوري من "التعبير عن أي خلافات موجودة" قبل الموعد النهائي بوقت كافٍ.
وفي الأيام الأربعة الماضية، كان التواصل سيئًا بشكل خاص، إذ بعد يوم واحد من إصدار رئيس مجلس النواب مايك جونسون لاتفاق أولي بين الحزبين، أفشله ترامب ورفيقه الملياردير إيلون ماسك.
ومرَّ رئيس المجلس بثلاث محاولات إضافية لخطته لمنع الإغلاق، ونجح في النهاية بعد رفض الطلب الأكثر أهمية لترامب، والذي جاء في اللحظة الأخيرة.
وقال السيناتور جاري بيترز، ديمقراطي من ميتشيجان، والذي يواجه إعادة انتخابه في عام 2026: "أنا قلق.. من الواضح أننا شهدنا هذا النوع من الفوضى خلال العامين الماضيين.. لذا أتوقع تمامًا أن نرى استمرار ذلك في العامين المقبلين وربما يزداد سوءًا."
وبالإضافة إلى موعد نهائي آخر لتمويل الحكومة وسقف الدين، الذي يجب معالجته بحلول منتصف عام 2025 لتجنب التخلف عن السداد الكارثي، يحتاج ترامب والجمهوريون إلى تأكيد تعيين موظفيه من خلال مجلس الشيوخ، وهم يريدون تمرير مشروعات قوانين حزبية رئيسية لتعزيز إنفاذ قوانين الهجرة وتمديد قانون الضرائب 2017، المنتهية صلاحيته.
وهناك أيضًا مسألة ماسك بعد أن أثار دوره في إحباط صفقة التمويل الحزبية الأصلية استياء في الكونجرس الأمريكي، وقالت النائبة ديبي دينجيل، ديمقراطية من ولاية ميتشيجان، "إنَّ الكثير من الناس على جانبي الممر منزعجون بشدة من تهديد ملياردير للناس إذا لم يصوتوا بالطريقة الصحيحة".
ومن جهته، قال السيناتور جيري كونولي، ديمقراطي من ولاية فرجينيا، بعد تصويت مجلس النواب، إن الاضطرابات التي شهدها الأسبوع الماضي "تنبئ بشيء مشؤوم للغاية بشأن العام المقبل"، مشيرًا إلى أن الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب ستكون أصغر حجمًا العام المقبل.
وتساءل أيضًا عمّا إذا كان الجمهوريون سيكونون قادرين على انتخاب رئيس للبرلمان في الثالث من يناير بأغلبية ضئيلة للغاية، إذ استغرق الأمر 15 جولة من التصويت لانتخاب رئيس للبرلمان في بداية الكونجرس الماضي، وبعض الجمهوريين اليمينيين المتشددين مترددون بشأن مايك جونسون بعد تعامله مع تهديد الإغلاق الأسبوع الماضي.