الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تدعي الرفاهية وتروج لأكاذيب.. إسرائيل دولة الفقر والاحتلال

  • مشاركة :
post-title
ملايين من مواطني الاحتلال بات الفقر جزءًا لا يتجزأ من حياتهم اليومية

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

ثمة وجه آخر لدولة الاحتلال الإسرائيلي تتكشف ظلاله الثقيلة على كافة مناحي الحياة في ظل الحرب الطاحنة التي تقودها في عدة جبهات، إذ أصدرت منظمة "لاتيت" الإنسانية الإسرائيلية صورة مؤلمة للواقع الاقتصادي والاجتماعي في إسرائيل.

التقرير يرسم ملامح معاناة ملايين مواطني الاحتلال الذين بات الفقر جزءًا لا يتجزأ من حياتهم اليومية، حيث يمتزج الحرمان مع تداعيات الصراع المستمر ليخلق مشهدًا مأساويًا يهدد الطبقات الضعيفة والمستضعفة في المجتمع.

حجم الفقر.. وأرقام صادمة

وفقًا لتقرير الفقر السنوي الصادر عن منظمة "لاتيت"، يعيش نحو 2.75 مليون إسرائيلي تحت خط الفقر في عام 2024، أي ما يعادل نحو 28.7% من السكان، يشمل ذلك أكثر من 1.24 مليون طفل بنسبة 39.6%.

التقرير، المنشور، اليوم الاثنين، التي نقلت مقطفات منه صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يعتمد على مؤشر الفقر متعدد الأبعاد الذي يعكس الحرمان الشديد في الظروف المعيشية الأساسية.

ورغم استقرار معدلات الفقر مقارنة بالعام الماضي، إلا أن التقرير يحذّر من أن هذا الاستقرار ليس إلا وهمًا مؤقتًا سببه تدخلات حكومية ودعم المجتمع المدني. ومع التدهور الاقتصادي المتوقع، خاصة مع السياسات الاقتصادية الحكومية الجديدة، يرجح الخبراء أن الأوضاع ستزداد سوءًا.

وفي مقال رأي نشرته صحيفة "هآرتس" أوضح أن إسرائيل الحقيقية ليست دولة الشركات الناشئة، بل هي دولة الفقر، إذ أشار ديفيد روزنبرج كاتب المقال إلى أن الصورة التي تروّج لها وزارة السياحة عن إسرائيل هي صورة دولة لشباب علمانيين من سكان تل أبيب، حيث تترك قصة "دولة الشركات الناشئة" التي تروّج لها وسائل الإعلام انطباعاً لدى المرء بأن الإسرائيليين جميعًا من المبتكرين في مجال التكنولوجيا الفائقة عندما لا يتنزهون على الشاطئ. أما بالنسبة لمن يتابعون الأخبار فإن الإسرائيليين جميعًا عبارة عن مستوطنين متعصبين يعيشون على قمم التلال التي تعصف بها الرياح.

ارتفاع تكاليف المعيشة

في عام 2024، شهدت تكاليف المعيشة ارتفاعًا غير مسبوق، حيث بلغت 5,355 شيكل شهريًا للفرد، و13,617 شيكل لأسرة مكونة من شخصين بالغين وطفلين، بزيادة نسبتها 6.9% مقارنة بالعام الماضي.

وتُعزى هذه الزيادة إلى ارتفاع أسعار الغذاء والإسكان والمرافق، ما أدى إلى حرمان آلاف الأسر من القدرة على تلبية الاحتياجات الأساسية، كما أشار التقرير إلى أن 22.1% من الأسر المدعومة شهدت انقطاع الكهرباء العام الماضي بسبب عدم قدرتها على السداد، بينما تعاني 33.7% من انعدام الأمن الطاقي.

الفئات الأكثر تضررًا

يظهر التقرير معاناة الأطفال في ظل الظروف الراهنة، حيث شهد 44.6% من الأطفال المدعومين تدهورًا في الأداء الأكاديمي، في حين تأثرت الصحة النفسية لـ 46.7% منهم، وهي نسبة أعلى بثلاث مرات مقارنة بباقي السكان.

أما بالنسبة لكبار السن، فإن الفقر يضرب بقوة هذه الفئة الضعيفة، حيث يعيش 81.7% منهم في فقر، ويُصنف أكثر من نصفهم بأنهم في فقر مدقع. كما تخلى 60.4% منهم عن الأدوية الأساسية بسبب العجز المالي.

إنذار بمستقبل مظلم

في ختام التقرير، أطلقت منظمة "لاتيت" نداءً حاسمًا للحكومة الإسرائيلية لاتخاذ إجراءات جدية لمكافحة الفقر، وحذّر التقرير من أن السياسات الاقتصادية الجديدة، بما في ذلك رفع ضريبة القيمة المضافة وزيادة تكاليف الكهرباء والمياه، ستدفع مزيدًا من الأسر إلى الفقر والحرمان.

وأكد مؤسس المنظمة، جيل دارمون، أن إسرائيل تقف أمام "مفترق طرق أخلاقي"، داعيًا إلى التضامن والمسؤولية المتبادلة لتجاوز هذه الأزمة الاجتماعية والاقتصادية التي تهدد استقرار البلاد.

ويُظهر تقرير "لاتيت" أن المعركة الأهم من الحرب في إسرائيل هي مكافحة الفقر، ومع ارتفاع تكاليف المعيشة، وتزايد التفاوت الاجتماعي، يصبح الحل مسؤولية جماعية لا يمكن للحكومة تجاهلها.