تراجع وزير دفاع جيش الاحتلال السابق موشيه يعلون، عن تصريحاته بشأن ارتكاب جيش الاحتلال جريمة حرب في غزة من خلال ممارسات التطهير العرقي، بعدما شنَّ حلفاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هجومًا عليه.
وفقًا لموقع "إسرائيل ناشونال نيوز"، قال "يعلون"، خلال تظاهرة في بئر السبع بشأن المحتجزين في غزة، إن تصريحاته بشأن التطهير العرقي في غزة "جاءت لحماية جنود الاحتلال الإسرائيلي هناك".
وأضاف: "سياسيون مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن جفير ودانييلا فايس يتحدثون عن غزة خالية من العرب، وتقليص عدد السكان وتوطين اليهود".
وسابقًا، اتهم "يعلون" إسرائيل بارتكاب جرائم حرب وتطهير عرقي في قطاع غزة، وهو انتقاد نادر من عضو في المؤسسة الأمنية في وقت الحرب.
وندد بحكومة نتنياهو بسبب تصرفاتها في غزة، قائلًا: "إن الطريق الذي يجروننا إليه هو الاحتلال والضم والتطهير العرقي".
وقال لإذاعة "كان ريشت بيت": "انظر إلى شمال القطاع، إسرائيل تتجه نحو بناء المستوطنات في غزة، وهي الفكرة التي يدعمها الساسة اليمينيون المتطرفون في حكومة نتنياهو."
وعندما سأل المذيع "يعلون" عن رأيه عمّا إذا كان يعتقد أن إسرائيل في طريقها إلى تنفيذ التطهير العرقي، أجاب: "نفذ الجيش عمليات تطهير بالفعل، انظر لما يحدث هناك."
وقال: "بات لا يوجد بيت لاهيا، ولا بيت حانون.. إنهم يعملون الآن في جباليا.. إنهم يطهرون المنطقة من العرب".
واستطرد: "يجب ألا نخلط الأمور، لأن من يريد إرباكنا هو من يقودنا الآن إلى ما لا يقل عن الدمار."
وعزز يعلون اتهاماته، قائلًا إن حكومة نتنياهو تعرض القادة الإسرائيليين لدعاوى قضائية في المحكمة الجنائية الدولية، وتعرض حياتهم للخطر.
وصرح بأن: "الاتصال الذي تلقيته، والذي أدليت بعده بتصريح، كان من قادة يتم إرسالهم للقيام بأنشطة عملياتية لإجلاء السكان من شمال قطاع غزة.
وأضاف: "أتحدث باسم قادة الجيش الإسرائيلي الذين يعملون في شمال القطاع.. لقد تواصلوا معي للتعبير عن خوفهم مما يحدث هناك".
وقال "يعلون" لقناة البث الإسرائيلية 12، لاحقًا: "إن القيادة السياسية الإسرائيلية تفسد الجيش".
وجاءت تعليقات يعلون في مقابلة مع إحدى أكبر القنوات التلفزيونية الإسرائيلية، وسط انتقادات متزايدة لسلوك جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة.
شغل يعلون منصب رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، ووزير دفاع حكومة نتنياهو خلال حرب 2014 في غزة، ولكنه انفصل عن نتنياهو في عام 2016 وأصبح منذ ذلك الحين منتقدًا له.
ووفقًا لصحيفة "نيو يورك تايمز" الأمريكية، سارع حلفاء نتنياهو، إلى نفي وإدانة تعليقات يعلون، وقالوا "إنها ستضر بالبلاد وتساعد أعداءها".
ورفض جيش الاحتلال التعليق على اتهامات يعلون، التي جاءت بعد 10 أيام من إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال لنتنياهو ويوآف جالانت، وزير الدفاع السابق، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في غزة.
كما رفض مكتب نتنياهو الاتهامات الموجهة إليه في مذكرات الاعتقال، ووصفها بأنها "سخيفة وكاذبة" واتهم المحكمة بأنها مدفوعة بمعاداة السامية.